15-05-2021
لكل مقام مقال
جورج العليه
<p>اعلامي ومحلل سياسي لبناني</p>
الجميع يلوّح ولكن لا أحد يجرؤ على أن يخطو الخطوة الاولى.
الجميع بلوّح بالاضراب أو بالعصيان المدني أو بمقاطعة بعض السلع أو ...أو ...أو... ولكن لا أحد يجرؤ.
فاللّبنانيّ استُنذفت قواه باتت أقصى أحلامه تأمين قوته اليومي أو حتّى تأمين مادة البنزين الكفيلة بإيصاله الى عمله لجمع حفنة من المال غير كافية لتأمين مستلزمات الغد أو دواء اليوم.
وكأن شعبًا بأسره تنشّق جرعة مخدّر كانت كفيلة بإخماد ثورته الداخليّة وحتى كفيلة بإدخاله في غيبوبة وحدها العناية الالهيّة تستطيع إيقاظه منها .
ولكن لم كلّ هذا الزّحف الخضوع والخنوع؟
لِمَ بِتنا غير قادرين على رفع الصّوت وإيقاف هذا الاستعباد؟
لمَ نرضى بالوقوف طوابير أمام محطات البنزين أو نتهافت لشراءحفنة من السلع وتخزينها خوفًا من جوعٍ يوهموننا به ؟ لمَ نعيش وكأنّ شيئًا لم يكن ونحن بِتنا أمواتًا يرجون العودة الى الحياة تلك الحياة التي حلمنا بها تلك التي ناضلنا عملنا واجتهدنا لعيشها تلك التي تسمّى الحياة الكريمة!!!
أسئلة كثيرة وهواجس أكثر تعترينا ولكن لا أحد يجرؤ على قلب الطاولة للخروج من هذا النفق الذي يكوينا بناره.
لا أحد يجرؤ لأنّ أحدًا لن يسمع لأن لا أحد من المسؤولين يقف مذلولًا أمام محطات البنزين لا أحد منهم يستجدي حبة دواء تنقذ حياة من يحبّ لا أحد منهم يسمع صراخ أطفاله الجائعين.لا أحد منهم يأبه لشعبٍ بأكمله. فعندهم أطلب تجد. إدفع أو أرسل "كرتونة إعاشة" تُنتخب من جديد ومغفورة لك خطاياك وعندنا يا ربّ ارحم.
إرحم شعبك إبعث فيه من جديد روح الحياة فليتحدّ الظّلم واليأس وليثور على الطغاة لاستعادة نفسه أولًا وحقوقه ثانيًا .
فما الحياة إلا وقفة عزّ.
أخبار ذات صلة