مباشر

عاجل

راديو اينوما

هل هذا مخطّط له؟

15-06-2019

تقارير

يوسف ي. الخوري

مخرج ومنتج لبناني

ليلة السبت الماضي وصلتني رسالة عبر "الواتساب" من أحد أصدقائي، وهو أديب وكاتب مخضرم موصوف بلياقاته الاجتماعية ودفء لسانه، يقول فيها بالحرف: "المسلسلات الرمضانية، بالرغم من أداء ممثليها الجيّد، هي سيّئة وساقطة على مستوى المعالجة الدرامية فضلًا عن أنّها تمرّر رسائل خطيرة: في أحدها تبرير للسيّء من سلوكيات العشائر، وفي آخر دَوسٌ على جوهر قضية المسيحيين في الدفاع عن لبنان في حرب الـ 1975، وفي ثالث سوري مسلم مُقيم في لبنان (غير لاجئ) يترشح إلى الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الأولى (وهي دائرة نوابها الثمانية مسيحيون)، وفي رابع عشيقة سياسي لبناني فاسد تخونه مع خارج على القانون، وفي خامس برلمانية لبنانية متزوّجة تدافع عن العائلة وحقوق الناس تنجر إلى علاقة مع سائقها..." 

ويتابع صديقي الكاتب: "أنا أفهم أن "الحدوتة" الدرامية لا يُمكن حصرها بالأفعال الجيّدة كي لا تقع بالوعظ والملل وتُصبح "أتيوبية"، لكن في المقابل هذا الكمّ من القصص الداعرة المليئة بمفاسد السلوك من شانّه تحطيم نفسيّات الناس عوضًا عن رفع معنويّاتهم وإعطائهم شيئًا من الأمل.  أتعتقد أن هذا مخطّط له؟"  انتهت الرسالة.

أن يصدر هذا الكلام عن شخص مثل صديقي المهذّب والديبلوماسي، لهو أشبه بصراخ القبور عند جبران خليل جبران.  ماذا أقول وأنا الذي – منذ رمضان الذي مضى - أسهب في الإضاءة على المايسترو الخفي الذي يوجّه كل ما يظهر على شاشاتنا؟  أأقول لصديقي إن قصص المسلسلات الرمضانية المشتركة (اللبنانية السورية) مركّبة لتوحي بأن الجيش السوري خرج من الباب وهو عائد من الشبّاك العريض؟!!  أأقول له كيف تُوزّع الأدوار بين الممثلين اللبنانيين والسوريين بالشكل الذي يصوّر فوضى اللبنانيين وصراعاتهم وخياناتهم لكي تأتي الحلول دائمًا من السوريين بالترغيب أو الإكراه؟!!  أأُفشي لكم بسر - قبل ساعات من الحلقة الأخيرة - أن السوري الذي خانته زوجته النائبة اللبنانية مع السائق ستُقتل لأن لا أحد عليه أن يتجرأ على الممسك بزمام السلطة من الخارج، طبعًا من دون معاقبة الفاعل وهو سوري؟!!  أأقول لصديقي أن هذه المسلسلات المشتركة تستخف بصورة واضحة بقوّة وهيبة الأجهزة الأمنية اللبنانية وتُظهرها بمظهر العاجزة؟!!  أأقول له أن الأجهزة الأمنية تساعد وتشارك في تنفيذ هذه المسلسلات ويكثر الشكر لها في شارات المسلسلات؟!!  أأقول لصديقي أن في أحد المسلسلات سيطر اللبنانيون على مصيرهم وعمّت الفوضى من بعد ذلك، والليلة في الحلقة الأخيرة سينتفض السوري ويُمسك بزمام الأمور من جديد؟!!  أأقول لصديقي أن جمهورنا اللبناني يطبّل لكل هذه التركيبة ولم تُعجبه صورة جبل شيخ الجبل الآدمي، لا بل يُفضّل شخصيته الشريرة والذكورية؟!!  أأقول له أن محطاتنا منشغلة بنتائج إحصاءات المشاهدة (ratings) وسياسيينا يتلهون بالشعارات الفارغة ضد التوطين والتوطين واقعٌ واقع وحلّ في بيوتنا عبر الشاشات؟!!!   

 

"وليلّي علقاني البحصا بزلاعيمو بقول: هيك ببقوها!"

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.