01-06-2022
لكل مقام مقال
|
اينوما
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
واذا كان لا مفرَّ من انتخاب نبيه بري للرئاسة لاعتبارات عدة فقد جاء حصول مرشح حزب الله لمركز نائب الرئيس على ٦٥ صوتا دليلا قاطعا على ان الحزب ما زال ممسكاً بمفاصل اللعبة وقادراً بشكل او بآخر على توزيع الادوار وهندسة السيناريوهات التي تؤمن له في النهاية ما يريد.
أثبت حزبُ الله حضورَه الاوسعَ فبالاضافة الى حلفائه المعروفين جمع مع خياره لمنصب نائب الرئيس من كسروان فريد الخازن ومن زحلة ميشال ضاهر ومن عكار بقايا المستقبل فأمن الاكثرية التي يحتاجها من دون زيادة او نقصان. وعلى حد ما قال لي مصدر مُتابع : "لو أراد الحزب أكثر لَحصل على الأكثر".
الى الاداء المتماسك لحزب الله ضابط حلفائه، كان لافتاً الاداء المرتبك للوافدين الجُدد الى المجلس الذين لم ينجحوا الا في نقل بعض شعاراتهم لتُزيّن الاوراق البيضاء التي اقترعوا بها في انتخاب الرئيس وفي الدورة الاولى من انتخاب نائب الرئيس.
في جلسة مجلس النواب امس كان الرابحُ الأول حزبَ الله، حتى الرئيس نبيه بري بدا مديناً بفوزه للحزب الذي طلب من نواب التيار الوطني الحر تأمين ما يلزم من اصوات.
القوات اللبنانية وبالرغم من الزيادة في عدد نوابها الا انها لم تستطع وحدها وهذا طبيعي إحداثَ الفَرق. نواب الثورة خاسرون أيضاً وهم وان بَدوا بغالبيتهم موحَّدين فقد كان عليهم الخروج بموقف اوضحَ قبل انعقاد الجلسة واعلان موقفهم هذا بصراحة ومن دون مواربة.اما منطق بعضهم المتمثِّل بالمعارضة للمعارضة ورفع الشعارات التي لا تُقدِّم ولا تؤخِّر فلن يوصِلَهم الا الى نهاية لا يريدونها لأنفسهم طبعاً.
ما جرى في مجلس النواب امس لا يمكن نسيانه بسهولة فاللبنانيون بغالبيتهم راهنوا على ان هذه المجموعة من النواب الجُدد التي لا بُدَّ وأن يضيف وجودها شيئاً على الحياة السياسية المعطلة أصلاً الا ان وقائع الجلسة الأولى لمجلس النواب جاءت مخيبةً لآمالهم وآمال الكثير من اللبنانيين.
على هامش الجلسة لا بُدَّ من الملاحظات التالية
- النائب حسن فضل الله وبمداخلاته المتعدِّدة بدا وكأنه يستعد للعب دور رئيس المجلس مستقبلاً.
- كان النائب جورج عدوان واضحاً وحاسماً في توضيح النقطة التي أثارها فضل الله حول احتساب الاوراق البيضاء ما اكسبه ثقة الرئيس بري وتبنّيه تفسيرَه.
- أيَّدت النائبة بولا يعقوبيان موقف النائب عدوان متخطيةً مواقف العديد من زملائها الثوّار الحسّاسين جدا على العلاقة مع القوات وهذا برأيي يُسجَّل لها لا عليها، على عكس ما حاول كثيرون تصويرَه.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار