04-08-2018
آفــاق
الدكتورة ميرنا داوود
أستاذة جامعية وكاتبة
قدم هذه النظرية الكاتب الفرنسي "جان-بيير فاي" حيث أشار إلى بعض التشابهات بينهما، كالإنجذاب نحو السلطوية فبدلا من أن يكونا على طرفي نقيض لطيف سياسي خطي استمراري، فهما في الواقع يشبه أحدهما الأخر شبها كبيرا ، كما يقترب كل طرف من طرفي حدوة الفرس من الطرف الآخر.اما فيما يخص تاثير جناحي الفراشة لنفترض مثلًا أنه لدينا مساران في الظاهر يبدو أنهما متساويان لكن في الحقيقة هناك فرقًا ضئيلًا جدًا بينهما، هل سيتأثر مسار حركة الجسم بسبب هذا الاختلاف البسيط جدًّا؟
قال نيوتن بإنها لن تؤثر بل على العكس فإننا نستطيع أن نعرف حركة أحد الأجسام من خلال معرفة حركة الجسم الآخر.
وفي سنة 1967، أتى العالم ماكسويل وقال إن الفروق البسيطة في البداية تؤدي إلى فروق في النهاية، لكن هذه الفروق تكون بسيطة وليس لها أي تأثير كبير.
ولكن عالم آخر Poincaré، قال إن الوضع النهائي لأي جسم يعتمد اعتمادًا حساسًا جدًا على وضعه في البداية بدليل أن علماء الأرصاد الجوية يجدون صعوبة كبيرة في التنبؤ بالطقس لأن أي تغير ولو كان طفيفًا في البداية سيقود إلى تغير كبير في النهاية . ان"أثر الفراشة" (Butterfly Effect) تعني أن حدثاً صغيراً قد يؤدي إلى كارثة أو حرب كمحاولة اغتيال ولي عهد النمسا التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
ومن هنا نشا مفهوم الفوضى المدمرة الذي نعيشه منذ سنوات في منطقة الشرق الاوسط وقد طبق هذا المفهوم في مجال الأمن الدولي والاستراتيجي فلقداعتبر ريتشارد كي بيتس أن الشكوك حول قدرة الحكومات على إحداث تأثيرات مقصودة في مجال ما من خلال استراتيجية ما عادة ما تكون معززة بنظرية الفوضى حيث تركز نظرية الفوضى على فكرة كيف أن أحداثاً بسيطة تؤدي إلى تغييرات كبيرة من خلال أثر الفراشة.
كما استخدم هذا المفهوم في مجال الانتخابات لتفسير عدد من الظواهر وتوصلت بعض الدراسات إلى أن التغييرات الضئيلة في نسب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية داخل كل ولاية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جسيمة بمعنى أنها قد تبرز مرشحاً معيناً وتطيح بآخر ، وقد تبرز رئيساً معيناً وتطيح بآخر في المرحلة النهائية على سبيل المثال.
أبرز الأخبار