او على حد تعبير باسكال: “لكنا جميعا نتحدث اللاتينية الان! بالطبع نظرية باسكال مثيرة للجدل خاصة ان انهيار الامبراطورية الرومانية حدث فى القرن الخامس بعد الميلاد بينما عصر كليوباترا كان فى القرن الاول فبل الميلاد , و لكن نظرية باسكال تجعلنا نتعمق فى تحليل الواقع السياسى بين المؤامرة و المصادفة والربط بينهما فيما يشبه الالغاز.
بالطبع ان مقاييس الجمال ليست أبدية ولذلك أظن أن العلماء وقعوا في خطأ كبير والتاريخ كله يفترض أن كليوباترة كانت أنثى غاية في التأثير على الرجال. وقصة كليوباترة تبدأ منذ وقت مبكر، ربما كانت آنئذ دون الخامسة عشرة من عمرها وكانت الدولة البطلمية في نهايتها. والدولة البطلمية أنشأها بطليموس الأول وكان أحد قادة الاسكندر الاكبر وفتح الاسكندر العالم ثم مات في سن مبكرة ولم يكن من رجاله من يستحق الجلوس مكانه وكان العالم أكبر من قدرات أي شخص فيهم، ولذلك قسموا الامبراطورية وفاز بطليموس بمصر. وحكمها من الاسكندرية التي أنشأها سيده وكأي دولة صاعد بدأت الدولة البطلمية قوية ثم بدأت تنهاروتضمحل وكانت الدولة اليونانية نفسها قد تضاءلت وأصبحت الدولة الرومانية هي القوة العظمى في حينه وأتى يوليوس قيصر الى مصر في القرن الأول قبل الميلاد مطاردا عدوه بومبي ورأى كليوباترة الصبية ووقع في غرامها وبعدها غادر الى آسيا الصغرى في حرب خاطفة قال بعدها جملته الشهيرة : "جئت ورأيت ومن ثم انتصرت" وهي الكلمات التي صارت مثلا فيما بعد وليست هذه هي الكلمات المأثورة عنه بل ان أشهرها ما "حتى أنت يا بروتس" ذلك أن قيصر كان شخصية تاريخية فذة ولذلك خاف الرومان أن يتحول من قنصل يقتسم الحكم الى ملك، خاصة بعد انجازاته العسكرية والشعبية فهو قد رفض التاج في السناتو لكن الجميع كانوا يعرفون أنه راغب فيه. واجتمع بعض النبلاء وأعضاء السناتو وقتلوا قيصر تحت تمثال عدوه القديم بومبي وصدم قيصر عندما رأى بروتس بينهم وقيل وما أكثر شائعات التاريخ أنه كان إبنا غير شرعى له وبعد مصرع قيصر فاز بالحكم اثنان من رجاله هما اوكتافيدي وأنكونيوس أما القتلة فلقد خسروا معاركهم. ومن ثم تزوج أنطونيو من جميلة اسمها فويفيا وهي قصة فيها الكثير من الدراما ، ولكن للعظماء فيما يعشقون مذاهب وكان أنطونيو قد تزوج مرتين قبل فويفيا وهي أيضا كانت قد تزوجت مرتين قبله. وكانت امرأة حديدية استطاعت أن تسك صورتها على العملة مع أنطونيو وعندما عشق زوجها كليوباترة تآمرت لانقاذه وأعلنت حربا ضد أكتافيو ولكن أنطونيو الذي كان قد غرق في حرب كليوباترة أساء معاملة الزوجة، فانهارت وماتت. ورغم حبه الكبير لكليوباترا إلا أنه تزوج من أوكتافيا أخت قيصر صديقه في حكم الامبراطورية وعدوه فيما بعد. وكانت أوكتافيا أصغر سنا من كليوباترة وربما كانت أجمل منها. ولكن أنطونيو سارع بالعودة الى حبه العارم. وليس هناك ما يثبت أن كليوباترة فكرت في اقتسام العالم مع الامبراطورية الرومانية لكن سلوكها فيما بعد أكد ذلك. المهم ان الحرب اندلعت بين مصر وروما وليس مهما من بدأها وقاد أنطونيو أسطوله ضد الأسطول الروماني في أكيتوم وعندما أدركت كليوباترة أن أنطونيو قد لا ينتصر سحبت أسطولها من المعركة وكان يتكون من ستين سفينة وهو رقم ضخم في ذلك الوقتولكن لماذا سحبت كليوباترة أسطولها؟ الحقيقة ان الروايات متضاربة فقد قيل أنها لم تكن تحب أنطونيو كما أحبها وقيل أنها أرادت المحافظة على أسطولها لحربها الخاصة ولم تدرك كليوباترة أنها بفشل أنطونيو قد خسرت مشروعها في الاستقلال بالشرق. ومن ثم جاء أوكتافيوس الى مصر في عام 30 قبل الميلاد ولم يجد أنطونيو وسيلة لمواجهة الموقف سوى أن ينتحر. وقيل أن كليوباترة انتحرت أيضا وحول هذا نسجت الروايات خلال ألفي عام. ولكن بعض الروايات تقول أن أكتافيوس قتلها وابنها ليضمن عدم تمرد مصر على الامبراطورية. ومما يقال وما أكثر ما قيل أن كليوباترة عندما تخلت عن أنطونيو كانت تدرك أن أكتافيوس سيركع تحت قدميهاوعندما أدركت أنه لن يفعل انتحرت. وعن هذه المأساة كتب بلونارفوس المؤرخ الروماني الكثير والكثير وكتب عدد كبير من الكتاب أشهرهم شكسبير وبرناردشو وكتب أحمد شوقي مسرحيته الشهيرة «مصرع كليوباترة». في الحقيقة لا نستطيع ان نجزم ان كانت كليوباترة قبيحة كما زعم العلماء الانكليز و لكن مما لا شك فيه ان تاريخها ينفي هذا بشدة. وما زال أنف كليوباترا مثيرا للجدل الى يومنا هذا.​