تحوّلت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية إلى جلسات تقطيع وقت بامتياز. فمن راقب الجلسات الستّ حتى يوم أمس يلاحظ ان القرار لو كان داخلياً، لكان انتُخب الرئيس فوراً ولكن، المماطلة تعني أن طبخة الخارج لم تنضُج بعد، وبانتظار الظروف على النار فإنّ معاناة البلد في نارٍ أيضاً، مع غلاءٍ  فاحش وَجوعٍ ضارب وآمال مدمَّرة ولا من "يحسّ على دمّو"! ثمة من يسمّي حضور النواب ولَو بدون فائدة أنه واجب..طبعاً واجب، لكن الواجب الأكبر هو مسؤولية النواب تجاه المواطن وما يعيشه من أزمات لم يعرفها تاريخ لبنان الحديث! ناهيك عن ذلك إذا كنا فعلاً بانتظار قرار الخارج، من قال إنه قرارٌ لمصلحة لبنان؟ ومتى سيُتّخذ هذا القرار ومِن قِبَل مَن؟ بين المطالبة بتفسير الدستور وسجالات وملّالات وإنت أقوى وأنا أقوى يُتابع اللبنانيون كلّ خميس عروضاً مباشرة من قاعة من المفروض أنّ فيها قرارَ مصير بلد بأمّه وأبيه، علَّ من يعتبر ويرسو بالناس على بَرٍّ من الأمان، يذكّرهم بأنّهم في بلد المؤسسات لا في قطارٍ من المعاناة ما عاد يجد محطةً ليتوقف ويوقف هذه المأساة!