13-05-2022
مقالات مختارة
|
النهار
عقل العويط
عقل العويط
الانتقام يكون فقط بسلاح الديموقراطيّة وفروسيّتها. بما بقي من هذه الديموقراطيّة، وإنْ مشوّهةً ومزوَّرةً، وإنْ تحت جزمة هذا القانون الانتخابيّ المجرم.
حيث هناك لوائح للسلطة، للحكم، للأكثريّة الحاكمة، للوصيّ، للمحتلّ، للسارق، للقاتل، للناهب، للمجوِّع والمفقِّر، للعصابة، للمافيا، فليُنتَقَم من هذه اللوائح.
كلّ تصويتٍ ضدّها هو تصويتٌ أخلاقيٌّ و... مفيد.
أين هي هذه اللوائح، لوائح السلطة؟
إنّها حيث هناك رؤساء وأعضاء كتلٍ نيابيّة يؤلّفون "جمعيّة" الفساد والطغيان الحاكمة.
وحيث هناك سلاحٌ غير شرعيّ.
وحيث هناك مرشّحون ذمّيّون لرئاسة الجمهوريّة.
هذه اللوائح هي في البترون، في الكورة، في زغرتا، في بشرّي، في طرابلس، في الضنّيّة، في عكّار، في جبيل، في كسروان، في المتن الشماليّ، في المتن الجنوبيّ، في بعبدا، في عاليه، في الشوف، في زحلة، في البقاع الغربيّ، في البقاع الشماليّ، في البقاع الأوسط، في بعلبك والهرمل، في صيدا، في جزّين، في بنت جبيل، في صور، في النبطيّة، في حاصبيّا ومرجعيون، و... رأس الناقورة.
وفي بيروت الأولى، وفي بيروت الثانية. وهما العاصمة، عاصمة الجمهوريّة، معًا وفي آنٍ واحد.
الضحايا والقتلى والمهجَّرون والمهاجرون والمقيمون في الذلّ والفقراء والمفجَّرون والغرقى والمرضى والجوعى والعراة والبلا سقف والمنهوبة أحلامهم و... أموالهم، من حقّهم أنْ ينتقموا، ومن واجبنا ومسؤوليّتنا – ومن حقّنا - أنْ ننتقم لهم.
هناك لوائح باب أوّل "بريميوم" للسلطة وأذنابها ورؤوس أفاعيها. واجبُنا مُضاعَفٌ ملايين المرّات لإسقاطها. هذه هي مسؤوليّتنا الجوهريّة، وهذا هو حقّنا التاريخيّ.
اللوائح "البريميوم" هذه، تعرفونها من أذنابها ومن رؤوس أفاعيها. اضربوا الرؤوس، على النافوخ، واتركوا الأذناب تتلوّى، إلى أنْ تخرج أرواحها من أفواهها مع آخر الحشرجات.
لا تغرقوا في التفاصيل والتناقضات. ولا تضيِّعوا الشنكاش.
الانتقام من الرؤوس يشلّ أبدان اللوائح وأجسامها وأعضاءها، ويفرّقها أيدي سبأ.
لم يعد ثمّة وقتٌ للعنعنات، ولا للأنانيّات، ولا للحسابات الخاطئة، ولا للأنوات المضخّمة، ولا للأوهام.
التعدّد والتنوّع والاختلاف لدى الاعتراضيّين هو موضع احترامي الشخصيّ.
لكنّ اللائحة التي يصوّت لها ألف ناخب (أكثر أو أقلّ)، ليست كاللائحة التي يصوّت لها ستّة آلاف (أكثر أو أقلّ).
تفهّموا جيّدًا، بالتبصّر والحكمة والترفّع والنبل والفروسيّة والتضحية، معنى هذه المعادلة البراغماتيّة الواقعيّة المنطقيّة، ودلالاتها، ومآلاتها، وما يترتّب عليها من نتائج.
لكي ينجح الانتقام، ويحقّق مراميه، لا بدّ من أنْ يُستصرَخ العقل – مولايَ العقل – بدعوة الناس إلى الاحتكام إليه، وإلى معادلته الآنفة.
كثيرون بل عشرات في المئة من اللبنانيين (نحو من أربعين في المئة) آثروا في الدورات الانتخابيّة السابقة أنْ يتمترسوا في بيوتهم يوم الانتخاب، مُحجِمين عن التصويت.
سأخصّص خاتمة هذا المقال لخمسة في المئة من هؤلاء اللبنانيّين الممتنعين عن التصويت.
خمسة في المئة من الممتنعين عن التصويت عددٌ كافٍ لتغيير المعادلة.
خمسة في المئة من الممتنعين عن التصويت، إذا قرّروا تغيير المعادلة، لقادرون أنْ "يحبّلوا" الانتقام، وأنْ ينجبوا التغيير، وأنْ يرفعوا مولوده عاليًا ليزغرد له الضحايا والقتلى والشهداء والمنهوبة أحلامهم وأموالهم، يوم 15 أيّار 2022، وحيث كان في أنحاء هذه الجمهوريّة.
أكرّر: الانتقام يكون بالتصويت الديموقراطيّ الأخلاقيّ الضدّيّ المفيد.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار