17-01-2022
مقالات مختارة
أنطوني عبود
<p>غرفة اخبار اينوما</p>
لا تقلّ حال محور "السيادة" سوءًا عن حال محور "الممانعة"، فكِلا الفريقين لم ينجحا في رصّ الصفوف ضمن إطار موحّد لخوض الانتخابات النيابية تحت عنواناً سياسياً موحّداً.
حزب الله الذي فشل حتّى كتابة ونشر هذه الأسطر من إعادة الجمع بين كلّ حلفائه، يوازيه في المقلب الآخر، إنشاء الجبهات السيادية المتعددة التي تخرج إلى الضوء يوماً بعد آخر، وكأنّ اللبنانيين بين هذا المحور وذاك لا تكفيهم مشاهد الانفراط والانحلال والانقسام.
التساؤل الأبرز الذي يعصف بالمشهد السياسي في الأشهر التي تسبق الاستحقاق النيابي هو عن الوجهة الأمثل التي ستستحكم بخيارات اللبنانيين وفقاً للمبادىء العامّة التي تطبع صورة المحورَين.
من جهّة الممانعة، لا نضوج لقوى جديدة تحمل شعاراته سوى تمايز بعض الشخصيات التي قد تتّجه لترشيحات انفردايّة ضمن ما يتوفّر لها من لوائح وقد لا تستطيع أن تجذب مَن يتأثّر بخطاب "المقاومة" طالما أنّ الوكيل الأصلي حاضر بقوّة.
أمّا على المقلب الآخر، فيشهد الخطاب السيادي منازل عدّة ترنو بين مَن يحمل لواءه بشكل جزئي خلف مسألة إدارة المؤسسات ونهج محاربة الفساد ومَن لا يكتفي بذلك ليرفع لواء تحرير الدولة وقرارها وسطوتها الشرعية، وبين الاثنين تحضر مجموعات متنوّعة من القوى المستحدثة التي تتراجع وتتقدّم في قاموسها مسائل السلاح والنظام والاقتصاد وشكل الدولة وفقاً لانتماءات عقائديّة تُكبّل حركتها.
ولا يخفى على أحد أنّ الفريق الأكثر مجاهرةً بحمل لواء المواجهة السيادية الشاملة ضد كلّ أركان وموبقات السلطة هو الأكثر قدرة على اجتذاب العدد الأكبر من اللبنانيين المؤمنين بهذه التوجهات، وقد تكون شبكة التحالفات المناطقية لحزب القوات اللبنانية في كافة الدوائر علامة واضحة حول القوّة المركزية التي تتصدّر مواجهة قيادة محور الممانعة، فوق كلّ الجبهات واللقاءات.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار