23-10-2021
تقارير
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
من يتابع مجرى أحداث ملف انفجار مرفأ بيروت عن كثب وخصوصاً المتعلقة منها بتحركات الأهالي الأخيرة، يظهر له بوضوح أنّ هناك انقساماً داخلياً بارزاً في صفوف الأهالي.
في البداية، تكاتف أهالي شهداء انفجار المرفأ جميعاً يداً بيد في وجه كل من يحاول إسقاط أو "قبع" المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مهددين باللجوء إلى خطوات غير سلمية وتصعيدية في حال تمّ إقالة الأخير.
أما اليوم، فيبدو المشهد واضحاً وضوح الشمس لجهة الانقسام الحاصل داخل الصف الواحد، والذي بدأ مع المتحدث باسم الأهالي ابراهيم حطيط حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو لافت ومريب للأخير يتحدث فيه وعلامات الخوف والارتباك ظاهرة عليه مطالباً البيطار بالتنحي ومتهماً إياه بالتسييس.
الفيديو شكّل صدمة كبيرة لدى الرأي العام، حيث علّق المئات عليه مرجحين تعرّض حطيط للتهديد لا سيما وأنه كان أعلن سابقاً عن تعرضه للاعتداء من قبل عناصر من حركة أمل وعناصر من حرس قصر عين التينة، فيما شكك بعض أهالي الضحايا بهذه التصريحات ورجحوا أن يكون حطيط قد صوّر المقطع تحت التهديد.
نعم! لا يختلف فيه اثنان أن حطيط مهدد وقد صوّر الفيديو تحت الضغط والتهديد.
في السياق، كان ويليام نون شقيق الشهيد جو نون قد نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مرفقاً إياها بالتعليق التالي: "... قضيتنا 4 اب وما إلنا أي علاقة بشي خصو انتخابات وما حدا يجرب يستعمل هيدي القضية لأشياء شخصية ومقررين بيوم الانتخاب نحط بالصندوق ورقة مكتوب عليها "شهداء فوج الاطفاء".
وكان أحد المتابعين قد علق على منشور ويليام بالقول: "هل تعلم انو بهيدي الطريقة يمكن يرجع يجي يلي قتلو خيك؟" متابعاً: "صوتك هو أساس التغيير".
ورداً على المنشور الأخير وما جاء فيه من تعليقات، يقول نون في حديث لموقع "إينوما": "مع اقتراب موعد الانتخابات، بات الكثيرون من مؤيد كان أو معارض لما حصل يستعملون قضية مرفأ بيروت وكأنها مشروع للانتخابات، مع العلم أن هذه القضية لا علاقة لها نهائياً بالانتخابات".
ويتابع: "إذا كان الأشخاص الراغبين في الترشح للانتخابات من هؤلاء المتورطين في ملف انفجار المرفأ سنعلق عندها على ترشحهم".
وكشف أنّه "جرى حديث بين الأهالي منذ فترة بأنّ معظمهم سيضع في صناديق الاقتراع أسماء الشهداء (أي أسماء أولادهم) الذين سقطوا في الانفجار نظراً لوطنية هذه القضية"، مؤكداً أنّه "لن نأخذ طرفاً في الانتخابات مع أحد، لأن همّنا الوحيد هو قضية 4 اب فقط ومعركتنا الان في القضاء".
وتعليقاً على الانقسام الحاصل في صفوف الأهالي أي في بقاء القاضي البيطار من عدمه وتزامناً مع الفيديو الأخير لحطيط، أعلن نون لموقع "إينوما" أنّ هناك 4 عائلات شيعية تحركهم جهة حزبية أي الثنائي الشيعي منهم من هو تحت الضغط وأوّلهم ابراهيم حطيط لأنه كان قد صرح في وقت سابق شيء وما لبث إلاّ أن أعلن نقيضه بعد ساعات قليلة".
ولفت إلى أنّه "منذ ذلك الوقت ونحن نحاول أن نتواصل معه ولم نتمكن"، مشيراً إلى أنه "بدا واضحاً على كلامه أنّ هناك جهة سياسية تحركه وقد ظهر ذلك من خلال الـ BODY LANGUAGE إذ يتحدث بلغة حزبية ولم يبد طرفه للقضاء والتحقيق انما جاء مع الطرف الاخر".
وعن إذا كان قد تعرض ويليام للتهديد، يقول: "نحن نتحدث باسم عائلاتنا ونثق بما نقوله ولا نخاف من التهديد و"منحكي اللي بدنا يا"، ولكن من يقيم في منطقة تخضع لنفوذ سياسي معين مثل الثنائي الشيعي سيتعرض لما تعرض له ابراهيم حطيط".
وعن صحة ما جاء في تغريدة رئيس مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران عبر حسابه في "تويتر" والذي ذكر فيها أنّ وفد من أهالي الضحايا برئاسة حطيط زار وزير العدل وسلمه كتاباً موقّع من مجموعة عوائل شهداء المرفأ مطالبين فيه تنحية البيطار وتمت إحالته إلى مجلس القضاء الأعلى، يؤكد نون ما جاء في التغريدة، ومصححاً في الوقت عينه بأن الذي التقوا وزير العدل هم حطيط وشخصين اخرين فقط وليس وفداً كما صُرِّح، وهؤلاء هم الذين تحركهم جهة حزبية".
ويختم ويليام نون في حديثه لموقع "إينوما: "ما قاموا به ليس لديه قيمة قانونية وكل ما يحاولون فعله يهدف إلى تشتيت الرأي العام عبر الاعلام وجعل الشارع علناً ضد البيطار وذلك في محاولة لقبعه وعرقلة التحقيق".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار