11-05-2021
تقارير
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
"دقّت ساعة الثورة". فبعدما شعر المواطن اللبناني بفقدانه لكرامته الإنسانية وحرمانه لأبسط حقوقه الأساسية وبعد فشل الدولة في إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة التي تلوح في الأفق، انفجر اللبنانيون غضباً. فتوجهوا إلى الشارع في مشهدٍ غير مسبوق على امتداد لبنان، متجاوزين انقساماتهم الداخلية والطائفية والحزبية والعقائدية ورواسب الحرب الأهلية، للمطالبة بمستوى معيشي لائق وبإسقاط المنظومة السياسية الحاكمة واسترجاع الأموال المنهوبة واستقلالية القضاء وتشكيل حكومة تكنوقراط بعدما توغّل نظام الفساد والمحاصصات في كل مفاصل الدولة لعقود وعقود. وبدأت تظهر حينها وجوه جديدة معارضة للمنظومة السياسية الحاكمة ومن أبرزها حركة "منتشرين".
حركة "منتشرين" هي حركة شبابية انبثقت من رحم ثورة 17 تشرين حيث جمعت هذه الانتفاضة الشعبية شبان وشابات ودفعتهم للقيام بلقاءات توعوية ونشاطات عدة، بحسب ما شرح المحامي والناشط السياسي الأمين العام لتجمع "منتشرين" حسين العشي في اتصال هاتفي مع موقع "إينوما".
ويتابع العشي لموقعنا: "الموجة الاولى من جائحة كورونا أثبتت قدرات هذه المجموعة على دعم المجتمع من خلال مبادرات قامت بها وعلى سبيل المثال "بيتنا بيتك" حيث عمدوا إلى تأمين اكثر من 500 منزلاً للطواقم الطبية والإسعافية إلى جانب صنع كمامات عبر خياطات وخياطين في لبنان وقاموا بتوزيعها على الناس".
ويضيف العشي في حديثه لموقع "إينوما": "منتشرين" حزب سياسي شبابي ناشئ انطلق بعد انفجار 4 اب وتم حينها إعلان اللحظة التأسيسية للحركة".
وأشار العشي إلى أنه "خلال التظاهرات التي شهدها لبنان في 8 اب على وقع انفجار المرفأ وحيث كان واضحاً انذاك القمع الوحشي الذي مارسته الأجهزة الأمنية على المتظاهرين، كنا كحركة "منتشرين" قد نظمنا مخيم تحت عنوان "من تحت الردم" والذي أعد من أكبر المخيمات التي شهدتها المنطقة المنكوبة وذلك لدعم أهاليها بعد الكارثة التي حلّت بهم".
وأردف العشي: "على خلفية ما حصل، وصلنا إلى قناعة تشير بأن هذه المنظومة السياسية الحاكمة لا تأبه بتحركات الشارع ولا تكترث للإرادة الشعبية"، بحيث تستمد قوتها من خلال ارتهانها للخارج فقط ".
واعتبر العشي في حديثه لموقع "إينوما" أنه "لمواجهة هذه المنظومة كان لا بد من تنظيم سياسي ضمن تنظيمات جديدة شبابية وحزبية، ومن هذا المنطلق انطلقت حركة "منتشرين".
وأوضح بأنه "تم استغراق الكثير من الوقت والجهد لكتابة البرنامج السياسي ولوضع نظام داخلي أساسي للحزب بالإضافة إلى خطة عمل مبنية على مشاريع ومبادرات".
ولفت العشي إلى أنه " سوف يتم اطلاق الموقع الالكتروني للحزب في غضون أسابيع ومعاودة فتح أبواب الانتساب".
ويري العشي أن "الحل لإعادة انتاج السلطة يتم عبر اجراء انتخابات نيابية مبكرة مطالباً بحكومة انتقالية مستقلة تماماً بدءأً من رئيسها وصولاً إلى وزرائها، مهمتها الاساسية وقف مفاعيل الانهيار على الصعيد الاقتصادي والمعيشي ومراقبة الانتخابات للتحقق من نزاهتها وتحقيق العدالة لضحايا انفجار المرفأ".
هذا وتخوف العشي من أن ”تلجأ السلطة إلى أساليب معينة للمراوحة في الاستحقاق الانتخابي ومحاولة التلطي وراء أمور سياسية تمنع إجراء الانتخابات في موعدها المحدد".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار