الرئيس ترامب وشارعه برهنا انهما يستطيعان تحدي المفهوم التقليدي للدولة العميقة وذلك من خلال  دعوة مؤيديه للتحرك نحو الكونغرس  للاعتراض على فوز بايدن. في الوقت الذي يتصدى به نائب  الرئيس "بنس" ويمتنع عن تأييد  محاولات ترامب و يؤكد من داخل الكونغرس  حرصه على الديموقراطية الامريكية، ويبدو بان الكونغرس  على وشك التصديق على فوز بايدن رغم مناوشات ترامب ، شرطة الكونغرس تستخدم السلاح لحماية اعضاء الكونغرس.... وصوت الرصاص واضح ، و البنتاغون يرفض نشر الحرس الوطني في مبنى الكونغرس و محيطه ... يبدو بان الحزب الجمهوري سيدفع ثمنا فادحا لقاء ما يحدث ولا ننسى بان ترامب يمثل تيارا وليس وحده...وهذا ما لم تنتبه له الدولة العميقة ، "حكومة الظل" او "الحكومة الخفية" هي تسميات مرادفة للدولة العميقة، ثمة دولة عميقة في كل دولة وأول من تحدث عن هذا الموضوع هو الرئيس الاميركي روزفلت، الدولة العميقة باستطاعتها الإطاحة برؤساء الجمهورية عندما يحسم الصراع لمصلحتها(لمصلحة الدولة العميقة). اتمنى ان يتم انتقال السلطة والتسليم سلميا دون عنف ودون اية ارتدادات سلبية...الحقيقة ان الشارع الاميركي منقسم بشدة اليوم نصفه على الأقل لم يعد يؤمن بالمؤسسات ولا بقواعد الدولة التي أسست منذ 200 سنة وتعززت في الدولة العميقة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانيّة.

كما يبدو أن نصف الشعب الأمريكي يريد التغيير. ولا يريد الاستمرار بعقليّة اكل الدهر عليها وشرب . وهذه هي لحظة المراجعات وإعادة ترتيب الأوراق .

ولا ننسى أن قواعد الفلسفة السياسيّة الأمريكية الواقعية تواجه اليوم التيار الشعبوي. كما أن الدولة العميقة تحجرت لدرجة تقديس ماضيها،  ويتحدثون الان عن دولة  انفاذ القانون.. لا احد فوق القانون 

الحساب بدأ، والكونغرس  يناقش ازاحة ترامب وتسليم السلطة لنائبه حتي موعد تسليم الرئاسة وفق المادة 25th Amendment في الدستور التي تتيح ذلك في حالة عدم اهلية الرئيس، و   فتح تحقيق في توجيه اتهام رسمي لترامب بالتحريض على اعمال الشغب و التي تسببت في مقتل اربعة و جرح ١٤ من بينهم رجال شرطة ..

ناهيك عن قائمة اتهامات و حرائق سابقة..ترامب في ورطة حقيقية، و امريكا تتعاضد لتقليص  تداعيات هذه الفضيحة الكبرى  .. اليوم الديمقراطية والشارع على المحك بانتظار صوت الحكمة.(ميرنا داود).