يدخل المقهى الحزين المصلوب على خشبة الجوع الثقافي... يجلس في الصف الأخير ويراقب بصمت ما يحدث، ثمّ يخرج قبل انتهاء حفلة التفاهة يشعل سيجارة في الحانة ويلعن الجهل.

الأسبوع الماضي، جلس كعادته في المقعد الأخير، لكنّه لم يغادر كعادته...

ولمّا بدأ الحاضرون بالدوران حول القدّيس اقترب الرجل وسأل صاحبنا الشاعر :"ماذا تريد أنت"!

ضحك الشاعر باستهتار وأجاب: "الشهرة يا عمّ"

حدّق الرجل بصاحبنا ثمّ اردف : "تريد أن تصبح شاعر القرن!

ردّ صاحبنا: " بالطبع لا، بل مشروع وزير"

حدّق به الرجل مجددًا وبنفور سأله:" وزير ثقافة" !

هنا، أخذ صاحبنا يضحك ويضحك بجنون فراح الحاضرون يضحكون معه مرددين :" عاش البيك".

في الأوساط الثقافية، قد تجد كلّ شيء... الا الثقافة

المصالح السياسية تترأس الهرم

واصحاب النفوذ اذا اعتلوا منبرًا نطقوا بلغة الخاء والعين ونسوا الضاد

أقلام الادعاء تلقى تصفيقًا  وزواحف الشهرة تبني لها بيوت عناكب وهمية

ثقافة الجهل مقصلة للحرف وسيرك للطغيان!

في وسطنا الثقافي كما في الأوساط الأخرى : تبعيّة وبهورة، و مصالح سياسية، و مصالح شخصية، وقيء، وجهل وتخلف وأشباه رجال و... عبيد