23-09-2018
تقارير
مريم يوسف فاهمي
كاتبة و شاعرة لبنانية
ولورجعنا قليلاً الى السنوات الثلاثة الاخيرة اي قبل هذه " الفورة المنشودة" في الوسط الثقافي اللبناني لرأينا القلم و اهل القلم بألف خير. و كان الحرف محاصراً بالاحترام من اهله الى ان استفقنا فجأة على أصوات مأجورة تخاطب بلغة طابور خامس!
و قد تتفاوت درجات التلقي و الفهم لدى النّاس نسبة لاختلاف المعايير و الثقافات حتّى في بيئة واحدة , أما ان يتفاوت الادراك و الوعي حول ثقافات وافدة و مستوردة تتكلم لغة الورق الأصفر فهذا أمر شديد الخطورة رغم انّه طبيعي!
طبيعي لان الثقافة المحلية و الوطنية قد تنحصر أحياناً في اطار تحكمه المصالح الشخصية , و خطر الانفتاح على الثقافات الوافدة وُضع في خانة التطور ولكنّه يخفي الكثير من التواطؤ و العمالة المتخفيان في بدلة "المخلص الآتي من فوق السحاب"
و ما يفعله اليوم ابطال الاقلام المأجورة ليس الا محاولة للاستحواذ على اكبر عدد من الاتباع الذين يفتقدون الادراك و الوعي من خلال الترويج لتلك الافكار التي غالباً ما يلجأ اليها الناس فراراً من ثقافات موروثة ظانين بانها الفردوس !
فنجد انه كلما دلا احدهم بدلوٍ ملغوم تستفيق الايادي المكتّفة لتمدح و تصفق متناسية ان المأجور مخبوء تحت طي لسانه!
و ما شهدته ساحتنا اللبنانية مؤخراً كان خير دليل على كل ما اوردته, ولكن تبقى الاشكالية الكبرى محض الرد "من أين يتغذّى شبح الطابور الخامس حتّى يحقق استمراريته؟
من هنا, كان لا بدّ لي من ان ارتدي ثوب الشفافية و اجيب بقلم لم يعرف التملق يوما و لم يبع مبادئه كما فعل الكثيرون و للأسف – " التمويل" نعم ان سياسة التمويل هي العكاز الرئيسي و السياسة المتبعة من اجل استمرارية الثقافات الدخيلة و الاّ فاسألوا انفسكم و لو مرّة " ماذا يستفيد فلان من تواجده غير المرغوب فيه, في وسط لا ينتمي اليه و لا الى بيئته و لا ثقافته فيخرق معاييره بحجة الانماء و الانفتاح و التوحيد في الوقت الذي يتقسم فيه الوسط و تتجزأ معاييره و تهبط انتاجاته الفكرية الى هاوية مظلمة؟
هناك الكثير من القشور التي تحجب عنّا الادراك و الوعي, وحدها المعرفة سلاحنا كي نغسل ارضنا من قذارة العمالة المأجورة و الايديولوجيات المستدرَجة الينا بهدف تشتيت هويتنا و يا حيفي لو كنّا نحن من نستدرجها تعمّدا..
يتبع..
أخبار ذات صلة
لكل مقام مقال
هل عجزت الحكومة اللبنانية عن ايجاد حلول مؤقتة؟؟
تقارير
الطابور الخامس- الجزء٢
أبرز الأخبار