19-10-2018
تقارير
مريم يوسف فاهمي
كاتبة و شاعرة لبنانية
لا أعتقد أنّ هناك ما يضاهي المعرفة و الفهم والادراك. و أجد أنّه من واجبي الوطني قبل أيّ شيء أن أكتب بشفافيّة و وضوح و أُعرّي الحقيقة ليراها النّاس كما هي من دون أن أنتقص حرفاً واحدًا منها.
و اذا كنت غائبة في الفترة الماضية عن الساحة اللبنانية فأنا غبتُ في الجسد ليس أكثر بسبب عملي المتنقل وليس يأسًا من أوضاع اقتصادية أو اجتماعية. و لقد كنت دومًا حاضرة فكرًا و قلبًا و الخيل و اللّيل و البيداء، و السيف و الرمح و القرطاس و القلم يدركون جيّدًا انّني اذا لبست تلك النزعة الثائرة فلأنّني حرّة!
لذلك فحربي ليست مع أفرادٍ و جماعات, انّما هي حربٌ فكرية مع الجهل واللّاوعي...
و أطمح الى بناء مجتمع أفضل لا يحكمه طابورٌ خامس و انّما مجتمع مبنيّ على الاحترام و الرقيّ و الالتزام الوطني, لأنّه كيف سنحقق تقدمًا فكريًا ان كانت ثقافتنا عاجزة و غير صالحة للتبني, أو ان كانت خاضعة لسياسة التلقين و غارقة في التبعية وعدم الفهم للكادر المحليّ!
من هنا, من الأفضل لنا أن نعي خطورة رواج الثقافات الدخيلة و خصوصًا تلك التي جاءت تحت مسمّى الثقافة بهيئة فورة حركات تدعو لتعزيز القلم بكافة أشكاله الشعرية, النثرية,الزجلية, و جميع أنواع الكتابة من دون أيّ استثناء.
أشعر أنّ هذا الخزان الضخم، المليء بالثقافات المتناقضة ليس الاّ باب مشقوق نحو الاضطرابات النفسية التي تسعى تلك الثقافات المشبوهة الى تمريرها الينا لتدمير روابطنا المحليّة ليسهل عليها التحكم عن بعد بعجلة قطارنا الفكري.
وسياسة التمويل التي سبق و تكلّمت عليها في مقالي السابق, لم تعد كافية لتوريطنا في العجز والفشل الثقافيين لذلك لا بدّ من خطة اعلامية كوسيلة ترويجية لتلك الافكار الدخيلة, خطة لا تخلو من الشائعات التي تعترض فئة من المثقفين الأحرار كي تسلط الأضواء على فئة أخرى لا تمتّ الى الثقافة بصلة على حساب الفئة الأولى و هنا هذا الاعلام الأصفر لن يحقق ملاذه من دون تمويل دائم!
و الحل؟
أجد الحلّ الوحيد في كشف النقاب عن كلّ زيف بكامل مصداقية و جرأة بغية تعزيز الهوية المحليّة و زرع الثقافة الأم في أذهان أجيال لم تأتِ بعد.
أن نخرج من الشكليات و المظاهر ونتجرأ و لو لمرة واحدة أن نكون جبابرة نخوة و كرامة ليس أكثر
أخبار ذات صلة
لكل مقام مقال
هل عجزت الحكومة اللبنانية عن ايجاد حلول مؤقتة؟؟
تقارير
الطابور الخامس - الجزء1 -
أبرز الأخبار