مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

في نقض الأدب النسائي

28-09-2018

آفــاق

الدكتورة ميرنا داوود

أستاذة جامعية وكاتبة

أدب نسائي ، أدب نسوي ، الأدب الأنثوي ، كلها مصطلحات مختلفة أطلقت على الأعمال الأدبية التي تقوم بكتابتها المرأة وكأنها تنافس الأدب الذكوري أو تختلف عنه لقد رفض الكثير من الادباء والنقاد من الجنسين هذه المصطلحات مبررين وجهة نظرهم بأن الأدب أدب ولا ينبغي تصنيفه إلى أدب رجالي وأدب نسائي وهو في نهاية المطاف قيمة إبداعية لا تعير اهتماماً لجنس المبدع

 وأن المرأة مثل الرجل فهي نتاج نفس المجتمع وهي عندما تطرح قضايا تخصها فهي تتحدث عن هذا الواقع الإجتماعي، بكل خصوصياته وتناقضاته ومشاكله بينما يرى بعض النقاد انه ما دامت هناك فروق حياتية ونفسية في بعض المجتمعات التي يطلق عليها (المتخلفة) وان المرأة مازالت تعاني من التهميش ومن الحرمان من العديد من الحقوق التي يحظى بها الرجل فانه من الطبيعي ان تكون هناك اختلافات في وجهة النظر حول مواضيع معينة والتي يتخذها كلا الجنسين في أمر من الأمور، فإذا ما كان الموقف واحدا فيما يخص القضايا السياسية والدينية والفلسفية لأنهما ينطلقان من نفس البيئة فانه لابد من وجود اختلافات في وجهات النظر نابعة من كون العلاقات الاجتماعية والمؤثرات السلوكية التي يخضع لها الاثنان ليست بنفس الدرجة ، كما في القضايا العاطفية على سبيل المثال لان المسائل العاطفية وخاصة امورالحب بين الجنسين تكون أقوى على المرأة مما هي عليه بالنسبة للرجل نظراً لازدواج المعايير في هذه القضية التي تعتبر من القضايا المثيرة للجدل في مجتمعاتنا الشرقية والتي تميز بين الجنسين تمييزا كبيرا وليس مبررا ، فهل ان النظرة الى القضايا العاطفية تتساوى بين الجنسين؟ 

يدخل النقد النسوي تحت المظلة الواسعة للنقد الثقافي، أو هو جزء من مصطلح ما بعد الحداثة ويُعد كتاب "الجنس الآخر" لسيمون دو بوفوار الصادر عام 1949 أول محاولة للحديث عن قضايا المرأة وتاريخها ، لكن البداية الحقيقية للحديث عن أدب المرأة أو الأدب النسائي كانت في الستينيات من القرن الماضي نتيجة لحركات تحرر المرأة في الغرب ومطالباتها بالمساواة والحرية الاجتماعية والاقتصادية. 

لقد اتهمت "فرجينيا وولف" و"سيمون دو بوفوار" وهن رائدات النسوية الغربية المجتمعات الغربية بأنها مجتمعات ذكورية تحرم المرأة من طموحاتها وحقوقها. ولعبت الصحافة الأدبية دوراً هاماً في هذا المجال إذ كانت أول من طرح المصطلح للتداول الأدبي ، مما جعل المصطلح يشير في معناه إلى الأدب الذي تكتبه المرأة ، رغم أن الهدف الأول منه آنذاك كان التخلص من ظلم وقمع المجتمع الذكوري والعودة مرة أخرى للمجتمع الأمومي الأول ، حيث إن أصل المجتمعات أمومية وتعتمد على المرأة . 

يعتبر النقاد ان التوجه النسوي لازال حديث العهد سواء في التنظير أو النقد ، مما يجعله لا يقف على أرض ثابتة ، مؤكدين أن الأدب النسوى مازال غير واضح المعالم بالمعنى الكامل سواء في الغرب أو الشرق لاسيما مع ظهور كاتبات تتطرق إلى القضايا النسوية في أعمالها. ويرجع الباحثون ذلك إلى خصوصية الأدب النسوي الذي يصدر من وعي محدد لدى المرأة أو الكاتبة، دون أن تبالي بالجوانب المحيطة بها ، بحجة أن الكاتبة تظل في بحث طوال الوقت حول مفهوم الحرية ، دون أن تصل إلى نتيجة ، لاسيما أن بحثها يكون عن مفاهيم مجردة مثل الحرية والعدالة والمساواة ، الأمر الذي يجعلها أسيرة لذلك على حد قولهم.

 

ظهر فيما بعد توجه يحمل اسم ما بعد النسوية في ثمانينات القرن العشرين لتفادي التناقضات الملحوظة التي ظهرت في الحركة النسوية الأولى ، ويتناول التوجه الجديد قضية مهمة وهي أن لا علاقة بين جنس الكاتب والمعايير الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وينبغي أن تكون الأمور مناصرة للمرأة دون أن تكون ضد الرجل وان الابداع لا يعترف بجنس الكاتب.

 

 

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما