19-06-2018
آفــاق
غوبلز كان يؤمن بالإعلام الكاذب وله منهجيته ومدرسته الخاصة ، فهو صاحب المقولة الشهيرة: (اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس)، فالكذب الإعلامي سر نجاحه ، وهو يعتقد أن «الكذبة الكبيرة» يمكن تمريرها عبر الإعلام، بل إنه يؤمن أنها الأفضل فهو يقول:(كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها)، فمثلث نجاح الكذب الإعلامي بالنسبة له يستند على ثلاثة أركان: كذب «كبير الحجم» و«قليل العدد» ويعتمد على «التكرار» ولطالما اشتهر بمقولته: (يجب حماية الحقيقة بجيش من الأكاذيب).
استفاد الإعلام الغربي من مدرسة غوبلز في الحرب الباردة وطورها لتستخدم في الحروب الناعمة أيضاً، وفق المبدأ الشهير من يفقد الآلة الإعلامية لا يستطيع أن يحسم المعارك ومن ثم تم تعميمها علئ نظاق واسع.
ادرك غوبلز دور الإعلام في صناعة ؤ تغييب الوعي وقد اعتاد ان يقول:(أعطني إعلاميين بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي)، وحاول أن يستخدم الإعلاميين في وقته لفبركة ما يريد وتغييب ما لا يناسبه.
كان جوزيف غوبلز يخشى من أن يفسد المثقف مشروعه الإعلامي، ويكشف غطاء الحقيقة عن آلته الكاذبة: (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي)..
كان يتقن فن اللعب في محتوى الخطاب الإعلامي، فقبل عام ١٩٣٩ أتقن التمويه ضد الخصوم بخطاب السلام الودود في حين كان يجهز آلته العسكرية للحرب، وأبدع في بث حالة الرعب بعد ذلك حيث قامت القوات المسلحة الألمانية بتوزيع أكثر من مائة ألف جهاز راديو على النمساويين مما جعلها تنضم إلى جيش الرايخ دون إطلاق رصاصة واحدة.
والذي يطلع على أوراق غوبلز السرية التي عثرت عليها قوات الحلفاء بعد سقوط برلين وطبعت في دار نشر فرنسية سيفهم بوضوح كيف كان يصنع إعلام الدولة النازية آنذاك عبر الثقة الكبيرة التي منحها هتلر له.
ولو كان غوبلز حيا اليوم لما تحسس مسدسه مع كل مثقف، ولن يتعب في معرفة تلاميذه الذين أنجبهم!
أبرز الأخبار