عندما نتحدّث عن العلمانية علينا ان نفترض وجود مجتمع تحكمه الكثير من الشرائع المرتبطة بالدولة وتقتضي العلمانية تحييد كل ما هو ديني ومقدّس عن الأمور الدهرية وعدم إقحام التشريعات المقدسّة في ركن الدولة وهنا اعكس السؤال واقول هل كل ليبرالي هو بالضرورة علماني فالجواب يكون نعم لأن الليبرالية كما اسلفت تعني الحريّة ضمن معاييرمعينة. لقد عرف العالم العربي الأنظمة العلمانية لكنها لم تكن ليبرالية فتم الفصل بين الدين والدولة على هذا الأساس لكن الموقف من الحريات كان مختلفاً ومن هنا اقول لا علاقة بين المصطلحين .

وللتوضيح اورد فيما يلي امثلة على ما تقدم مع شرح تفصيلي لمعنى المصطلحين:

 "الليبرالية" كلمه أصلها لاتيني (Liberalis) وتعني "حر" و بالإنجليزيه "Liberalism" وبالفرنسية " Liberalisme"و الليبراليه "مذهب فكري" -و ليس توجه سياسي أو ديني كما يظن البعض-٬ يؤمن بإعطاء الفرد حقه الكامل في الحرية   بما في  ذلك موضوع العبادة ، فاليبراليه هي تحرر الفكر و ليس التحرر من كل ضابط ورابط وإلا لتحولت إلى همجية و فوضى!!. و يقوم الفكر الليبرالي على مجموعة من المبادئ التى تحاول تنظيم العلاقات بين البشر على اسس متساوية و تتمثل فى ثلاث مبادئ: 1- العدالة بين الناس . 2- حرية التفكير و الاعتقاد 3- احترام الاخر و قبوله و عدم اقصائه.

اما العلمانية "Secularism" فهى فصل الدين عن الدولة و تأخذ  ثلاثة اشكال:

١- الشكل المتشدد :  الاتحاد السوفيتى و الصين سابقا  حيث كان هناك فصل للدين عن الدولة فى جمع النواحي تشريعيا و مجتمعيا و حتى على المستوي الشخصي حيث كان يتم تجريم الدين و ادانة معتنقية.  

٢- العلمانية الاوروبية او القارية : فرنسا٬ حيث يتم فصل الدين عن الدولة فى الجانب التشريعي و فى الجانب المجتمعى و "الجانب المجتمعى" هنا معناه عدم تمثيل الدين فى مؤسسة من مؤسسات الدولة يعنى مثلا لا يسمح بارتداء الحجاب فى المصالح الحكومية او لبس الصليب او القبعة اليهودية و لكن بعض الدول اخذت اجراءات اكثر تشددا فجرمت تمثيل الدين فى المجتمع بشكل عام و لكن لم تجرمه على المستوي الشخصي يعني مسموح ان  تُظهر ما يدل على دينك (لبس أو عبادة) في الأماكن العامة. 

٣-أما النوع الاخير يدعى بالعلمانية الليبرالية اي علمانية تحترم المبادئ الليبرالية و كمثال الولايات المتحدة الامريكية. حيث يتم فصل الدين عن الدولة فى الجانب التشريعي فقط لا غير. مثلا لا يمكن سن قانون ما يحرم او يحلل شئ ما لان الدين الفلاني يقول كذا او كذا و انما يكون التشريع بشريا كاملا مرتبطا بعدة عوامل هى المصلحة العامة  بمعنى هل  هذا الفعل سيلحق اى ضرر باحد اخر ؟ و ما مدى تأثيره  على الدولة ؟ هل هذا الفعل سيلحق ضرر بالدولة و بالتالى بالمواطنين؟

لذا يمكننا ان نخلص الى ان الليبرالية هى مجموعة من الافكار اما العلمانية فهى منهج سياسي و نظام حكم .