15-03-2018
محليات
ويرى توماس كانتريمان، مساعد وزير الخارجية السابق للأمن الدولي وعدم انتشار الأسلحة النووية من 2011 إلى 2017، أن التغييرات يمكن أن تكون لها عواقب كارثية على الأمن القومي الأميركي، مشيرا أن تيلرسون لعب دورا في التخفيف من اندفاع ترامب ورغبته في إلغاء الإتفاق النووي الإيراني.
وأضاف كانتريمان “في المقابل يؤيد السيد بومبيو سياسة أكثر تشددا حيال الشرق الأوسط يمكن أن تطيح بالتقدم الدبلوماسي الذي أحرزناه حول منع انتشار الأسلحة النووية، ويمكن أن تدخلنا في نزاع جديد في تلك المنطقة”.
ويؤيد مارك دوبويتز ، من معهد الدفاع عن الديمقراطيات، رأي الدبلوماسيين في عهد أوباما، لكنه يوافق على أن وصول بومبيو ينذر بأخبار سيئة للاتفاق.
وكتب دوبويتز على “تويتر” “لأولئك الأوروبيين والأميركيين الذين يعتقدون أن ترامب غير جاد بشأن الانسحاب في 12 مايو في غياب اتفاق لسد الثغرات في الاتفاق النووي الإيراني، إليكم الدليل الأول: وزير خارجيته المرتقب مايك بومبيو”.
ولفت المراقبون إلى أن تصريحات ترامب عقب إقالة ريكس تيلرسون ، تشي بأنه كان على خلاف مع الوزير المقال في شأن الإتفاق النووي ، بما أوحى أن السبب الرئيسي لتعيين بومبيو هو موقف الوزير الجديد من هذا الاتفاق الذي يتطابق مع موقف ترامب .
ويعتبر وزير الخارجية الأميركي الجديد من صقور إدارة الرئيس ترامب وتتسق أفكاره مع تلك التي روّجها ترامب أثناء حملته الانتخابية. ويرى مراقبون أن بومبيو سيكون المعبّر عن السياسة الخارجية التي يريدها ترامب لبلاده، لا سيما في العلاقة مع الشرق الأوسط وفي الملف الإيراني.
وفي توضيح لقراره إقالة تيلرسون ، قال ترامب إنهما اختلفا حول العديد من المواضيع لكنه أشار إلى خلاف بشكل خاص يتعلق بمسألة البقاء أو الانسحاب من الاتفاق مع إيران .
وقال الرئيس الأميركي “بالنسبة إلى الإتفاق النووي الإيراني، أعتقد أنه رهيب، أردت إما إلغاءه وإما القيام بأمر ما، بينما كان موقفه (تيلرسون) مختلفا بعض الشيء، لذلك لم نتفق في مواقفنا”.
وفي 12 أيار القادم، أي بعد شهرين، سيصدر الرئيس الأميركي إعلانا حول مصير الإتفاق النووي الإيراني. وإذا كانت إقالة تيلرسون تنبئ بأي إشارة حول قراره بهذا الخصوص، فإنها تلمح إلى أن ذلك الاتفاق في خطر.
وإذا قرر ترامب فعلا، كما يبدو مرجحا، الانسحاب من الاتفاق المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” فإن ذلك الاتفاق وآمال جيل من الدبلوماسيين سيواجه نهاية محتومة.
وقال ترامب في وقت لاحق في خطاب في قاعدة ميرامار الجوية في كاليفورنيا “إننا نعمل أيضا مع حلفاء وشركاء لمنع إيران من حيازة سلاح نووي والتصدي لرعايتها للإرهاب وإراقة الدماء حول العالم”.
وأضاف “أينما ذهبنا في الشرق الأوسط هناك إيران ، إيران ، إيران ، كل مشكلة هي إيران ، ونحن نتعامل مع ذلك بجدية كبيرة، إن أحد أسوأ الاتفاقات التي رأيتها هي الإتفاق الإيراني”.
وفي نهاية الأسبوع الماضي قال الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد من القناة العاشرة الإخبارية إن ترامب وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه لن يقبل باتفاق مكمّل.
وقال مسؤولون إسرائيليون لرافيد إن ترامب يعارض “التعديلات التجميلية” الأوروبية ويريد إعادة صياغة “كبيرة” للاتفاق النووي نفسه، وهذا من شأنه بالتأكيد أن ينسف الاتفاق.
وحددت الولايات المتحدة مسارا يلتزم بموجبه ثلاثة حلفاء أوروبيين، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بوضوح بمحاولة تعديل الاتفاق النووي مع إيران بمرور الوقت، في مقابل إبقاء الرئيس الأميركي الاتفاق على تجديد تعليق العقوبات الأميركية في مايو المقبل.
ويرى ترامب ثلاثة عيوب هي فشل الاتفاق في التعامل مع برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية تتعلق بالبرنامج النووي وبند الفترة الزمنية الذي تنقضي بموجبه القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات.