مباشر

عاجل

راديو اينوما

أمريكا تعزز حضورها في الشرق الأوسط.. هل تنجح بـ"حماية ملاحة الخليج"؟

25-08-2023

عالميات

|

TRT ARABI

عبد المومن محو

ف

عزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في الشرق الأوسط، حيث وصل مطلع الأسبوع الأول من شهر أغسطس/آب الجاري، عناصر إضافية من مشاة البحرية إلى مياه الخليج، في تغيّر واضح للتوجّه الذي اتبعته واشنطن مؤخراً.

وأعلن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، في 6 أغسطس الجاري، وصول أكثر من 3 آلاف بحار أمريكي إلى الشرق الأوسط، ما عدّه مراقبون تحرّكاً يحمل رسائل أمريكية إلى أطراف عدّة في المنطقة، تؤكد سعي واشنطن إلى استعادة ثقة دول الخليج وترميم علاقاتها وفق متطلباتهم الأمنية في مياه الخليج.

رسائل ومصالح

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، أنّ "التحرّك العسكري الأمريكي على هذا المستوى يعني أنّ وراءه رسائل مباشرة وغير مباشرة للأطراف المعنية، خصوصاً مع تحوّلات تجري في المنطقة برمّتها من خلال وجود اتصالات بين بعض دول المنطقة وأطراف تريد التّموقع الجديد".

ويضيف الروداني في حديثه مع TRT عربي، أنّ "التّموقع العسكري بهذا الحجم والمعدّات العسكرية الأمريكية الجديدة في المنطقة هو إظهار مباشر لنيات واشنطن في استعمال القوة الصلبة أمام تجاوز خطوط التحالفات الإقليمية التي تضرب مصالحها ومصالح حلفائها".

ويوضح: "أمام انخفاض منسوب الاهتمام الأمريكي بمشكلات وتهديدات دول الخليج، واجهت الأخيرة استراتيجية جديدة حتّمت عليها التأقلم مع نظام استراتيجي جديد شكَّلته روسيا والصين يفوق الولايات المتحدة؛ وهو ما يجعل خطوة واشنطن تروم محاولة استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة".

توازن القوى

ويبدو أنّ هناك مؤشرات واقعية في الشرق الأوسط تذكي التخوفات الأمريكية، لا سيّما مع توجه "سعودي-إماراتي-بحريني" إلى الاقتراب أكثر مع الصين وروسيا، عبر تقديم طلبات رسمية للانضمام إلى مجموعة "بريكس".

وقبل ذلك، عادت العلاقات الدبلوماسية إلى مجاريها على مستوى محور السعودية-إيران، وهو ما أعطى قوّة لمكانة طهران في منطقة الخليج ومنحها فسحة كبيرة من حرّية التحرك في المنطقة، والتعامل بشكل سلس مع الحكومات الخليجية.

ويؤكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية "آسيا الشرق"، مصطفى غرين، أنّ "الولايات المتحدة منزعجة من التقارب الحاصل بين دول الخليج وإيران، الذي ينذر بانتفاء الحاجة إلى واشنطن والبنتاغون لتدبير العلاقات بين طهران والرياض وأبو ظبي".

ويضيف غرين لـTRT عربي: "سيصبح احتمال تعزيز العلاقات الخليجية الروسية أمراً حتمياً بما سيؤدّي إلى إقصاء واشنطن من المحيط، لذلك يستعرض الأمريكيون القوة لإيقاف عواصم الخليج عن الذهاب في ذلك الاتجاه".

ويرى أنّ "تبرير واشنطن لهذا الإنزال برغبتها في ردع إيران هو أمر مبالَغ فيه؛ لا سيّما أنّ إرسال 3 آلاف جندي أمريكي إضافي إلى المنطقة ليس بالأمر الهيّن". فيما رأى الروداني الشرقاوي أنّ "تعزيز الحضور العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، هو ترتيب لتحوّلات مقبلة في المنطقة تستدعي وجود قوات للرّدع الاستراتيجي".

ويلفت الخبير الاستراتيجي والأمني إلى أنّ "قدرة الصين على إظهار قدرة دبلوماسية في ترتيب عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وكذلك وجودها في مجموعة من المشاريع المُهيكلة، أصبحت تحرّك التوازن الاقتصادي-الطاقي في المنطقة، ما يجعل الشرق الأوسط يتحوّل من جديد إلى منطقة للتنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى".

تداعيات التصعيد

وفي خضمّ هذا التنافس والتحوّلات، لم يستبعد المراقبون القلق الأمريكي المتزايد جرّاء تنامي عمليات اختطاف السفن النفطية الأجنبية على السواحل المتاخمة لمضيق هرمز، أو مناطق متفرقة في الخليج، من القوات البحرية الإيرانية، وذلك على أثر العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترمب على طهران عام 2022.

وقد ينعكس التصعيد في مضيق هرمز على سوق النفط وأسعاره، على اعتبار أنّ المضيق محطة دولية لعبور السفن النفطية، وهو المنفذ المائي الوحيد لدول مثل العراق وقطر والكويت والإمارات.

ولا يستبعد كثير من الخبراء أن يؤدي استمرار الأنشطة العسكرية أو الاستخباراتية في المضيق إلى خلق أزمة اقتصادية ومالية عالمية؛ لا سيّما أنّ هناك "حاجة مُلحّة" للدول الغربية إلى مصادر الطاقة بعد الأزمة الأوكرانية وفقدان أوروبا الغاز الروسي، الذي انتهى بتدهور خطير للحالة الاقتصادية الأوروبية، وفق غرين.

"الحدّ من قوة إيران"

إلى ذلك، يعتقد أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية خالد شيات، أنّ "الحدّ من القوة الإيرانية" هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة إلى التحرك عسكرياً في منطقة الشرق الأوسط، وذلك "بعد سيطرة إيران بشكل كبير على البحار في المنطقة، لا سيّما ما يتعلق بناقلات النفط والغاز التي تمرّ من المنطقة".

ويشير شيات في حديثه مع TRT عربي، إلى أنّ واشنطن تسعى أيضاً إلى "الحدّ من التأثير الصيني، بعدما لعبت بكين دوراً قد يكون مفاجئاً في مبادرة الصلح السعودية-الإيرانية، علاوةً على أنّ الصين توجد بقوة على مستوى الخليج بنحو 400 مليار دولار من المبادلات التجارية".

ويضيف أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أنّ "الولايات المتحدة تريد التحكم في المجاري المائية، وأن تتفاعل مع هذه المستجدات في الخليج؛ بهدف الحدّ من قوة الصين المتحالفة مع إيران كذلك".

ومن المتوقَع أن تبقى دول الخليج في تحالفات مع واشنطن، رغم أنّ الأخيرة وضعت بعض بيضها في سلّة الصين بالأساس، إضافةً إلى علاقتها الجيدة مع روسيا، ثم استعادة علاقاتها الطبيعية مع إيران، حسب شيات.

ويلفت إلى أنّ "الوجود الأمريكي في البحر الأحمر هو وجود طبيعي في هذه المرحلة؛ بوصفها تمارس نوعاً من الضغط على الصين وعلى شركاء الصين القائمين حالياً في المنطقة مثل إيران، والمحتملين في المستقبل مثل دول الشرق الأوسط".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.