عاجل

راديو اينوما

‏"أوبرا البنادق" في واشنطن... عزف على آلات مصنوعة من ‏الأسلحة للتنديد بالعنف (صور)

30-09-2023

متفرقات

|

AFP

نوعٌ جديد من العروض الملتزمة بقضايا مجتمعية شهدته ‏واشنطن في الأيام الأخيرة، حيث يحيط الراقصون ‏والموسيقيون الذين يعزفون على آلات غير تقليدية مصنوعة ‏من الأسلحة النارية، بمغنّي الأوبرا في جو يطغى عليه ‏الظلام.‏
 
لا توجد هنا أوركسترا سيمفونية. في الفصل الثالث والأخير ‏من العرض الأوبرالي ‏Never in Our Image‏ ("نيفر إن آور إيمدج") ‏الذي صمّمته الفنانة ستيفاني مرسيدس، تأتي النغمات مباشرة ‏من الآلات المعدنية والصنوج وحتى الأجراس المنتجة من ‏المسدسات أو البنادق الهجومية.‏
 
 
تمّت عملية تحويل هذه الأسلحة أمام أعيُن المتفرّجين، حيث ‏قطعتها المناشير خلال الفصل الأول، ثم اجتاحها لهيب مواقد ‏اللحام والأفران المعدنية.‏
 
توضح مغنية السوبرانو فيرو فوتي لوكالة "فرانس برس" ‏أثناء التدرّب على العرض في العاصمة الأميركية، أنّ "هذه ‏البنادق التي تسبّبت بالكثير من الدمار والألم في مختلف أنحاء ‏العالم وفي هذا البلد، تحوّلت إلى شيء جميل".‏
 
 
ترتدي الفرقة ملابس سوداء، وتعزف الجزء الأخير من ‏موسيقى الموت، إذ إنّه الصوت المرتبط بعالم العنف، قبل ‏إظهار فرحة وحرية عالم خالٍ منه.‏
 
بدأت ستيفاني مرسيدس، وهي فنانة من أميركا اللاتينية تنتمي ‏إلى مجتمع الميم، تقديم أعمالها بالبنادق بعد إطلاق النار في ‏أورلاندو في العام 2016، والذي خلّف 49 قتيلاً في نادٍ ‏للمثليين في المدينة الجنوبية الشرقية، في أسوأ حادث إطلاق ‏نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، بسبب كراهية ‏المثليين.‏
 
وتقول مرسيدس بعد سبع سنوات على المأساة "معظم الناس، ‏وخصوصاً من مجتمع الكويريين أو المتحوّلين جنسياً أو غير ‏الثنائيين، يعيشون في خوف يومي من الأسلحة"، مضيفة "إنه ‏شيء يؤثر على حياتنا كلّها".‏
 
 
‏"يمنح الأمل" ‏
لذا، لمحاربة هذا العنف بطريقتها الخاصة، تسعى ستيفاني ‏مرسيدس جاهدة لتحويل هذه الأشياء المرعبة إلى أعمال فنية، ‏وهي تعرض عملية التحويل في هذه الأوبرا التي يؤدّيها ‏فنانون من مجتمع الميم.‏
 
وتقول "نحاول خلق مساحة للتنفيس، لطقوس يمكن للناس من ‏خلالها الحزن... والشعور بمتعة تدمير وتحويل هذه الأشياء ‏العنيفة إلى شيء أكثر إنسانية".‏
 
 
من جهتها، تقول فيروز فوتي عن المطربين والراقصين ‏والموسيقيين على المسرح، إنّ "كلّ واحد منّا لديه قصة تتعلّق ‏بالأسلحة النارية، وهو للأسف شيء حاضر للغاية".‏
 
تحت الأيدي الخبيرة لستيفاني مرسيدس، تذوَّب بنادق "آر-‏‏15" نصف الآلية التي تستخدم في العديد من عمليات إطلاق ‏النار، والمسدسات القديمة، بسهولة.‏
 
يقول جورج جوردان، الذي جاء لحضور العرض العام الأول ‏‏"لم أكن أعلم حتى أنه يمكنك إذابة مسدس".‏
 
ويضيف الرجل الخمسيني مبتسماً "إنّه أمر يمنح الأمل". ‏ويأمل في أنهم "إذا تمكّنوا من تغيير المعدن، فربما نتمكّن ‏كمجتمع من تغيير الأشياء".‏
 
 
لكن هذا التحوّل لا يرضي الجميع، خصوصاً في الولايات ‏المتحدة حيث تُسهم قضية الأسلحة النارية في تمزيق المجتمع. ‏وتوضح ميرسيدس أنها "تعرّضت لمضايقات كثيرة من اليمين ‏المتطرف" على شبكات التواصل الاجتماعي.‏
 
وتضيف "كان الأمر واضحاً للغاية، ومتطرّفاً جداً، وعدوانياً ‏للغاية". وإذ تؤكد أنّها تتفهم رد الفعل هذا، تقول "أعتقد أنّ ‏الناس خائفون بشدّة من فكرة صهر الأسلحة، لأنها مهمّة ‏ورمزية لهويتهم الخاصة ولفكرة أنها نتاج هذا البلد".‏
 
ومع ذلك، تشير الفنانة إلى أنّه حتى المعدن ليس ثابتاً، ‏وتضيف "تاريخياً، تم تحويل البنادق والمدافع إلى أجراس ‏للكنائس" في أوقات السلم. وتأمل في أن يكون ذلك كافياً لإلهام ‏التحوّلات الأخرى.‏

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.