11-02-2023
عالميات
|
INDEPENDENT عربية
وتعد هذه النتائج مؤشراً تحذيرياً للحزبين قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2024. بالنسبة إلى الجمهوريين، قد يكون للسيل المستمر من الهجمات على بايدن تأثير ضئيل على الناخبين الذين سيفضلونه على المرشحين الجمهوريين ممن يظهر أنهم في غاية التطرف. ولكن، بالنسبة إلى بايدن، أشارت النتائج إلى أن الأداء القوي بشكل مفاجئ من قبل الديمقراطيين العام الماضي قد لا يترجم إلى قوة دافعة نحو إعادة انتخابه.
وفي هذا السياق، ذكرت شولتن، "نواجه بالتأكيد مشكلة كحزب [ديمقراطي] في حال شعر الأفراد بهذا المستوى الضئيل من الرضا عن زعيم حزبنا". وأشارت أيضاً إلى أنها قد ترحب بأي انتخابات تنافسية تمهيدية للديمقراطيين، لكن ذلك أمر غير وارد في الوقت الحالي.
في ميشيغان وخارجها، أظهر استطلاع "فوت كاست" أن ثلاثة أرباع الناخبين في انتخابات منتصف الولاية ممن دعموا الديمقراطيين، لكنهم عارضوا سياسات بايدن، قد عرفوا على أنفسهم بأنهم ديمقراطيون أو مستقلون يميلون إلى الديمقراطيين. وأشار معظمهم إلى أن الانتماء إلى الحزب لم يكن أمراً مهماً بالنسبة إليهم.
وقد عبرت تلك المجموعة نفسها عن مرارة كبيرة بالنسبة إلى أداء بايدن في ما يتعلق بالاقتصاد الذي يشكل مسألة ذات أولوية بالنسبة إليهم، إذ أنحوا باللائمة على الرئيس في زيادة التضخم. وكذلك أبدت غالبيتهم الساحقة تشاؤماً في شأن الاتجاه الذي تذهب إليه البلاد. ويشار إلى أن المجموعة المستطلعة تشكلت من الشباب، وجاءت من أسر منخفضة الدخل، وبدت أكثر اعتدالاً من الناحية العقائدية.
في ذلك الصدد، لا يعتبر شيا كومفورت من "ويست شيستر" في ولاية بنسلفانيا أنه يتم إيلاء اهتمام كافٍ للأشخاص العاملين الذين يكافحون لإطعام عائلاتهم، فيما "ترهق كلفة المعيشة كاهلهم". وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق بعدم بذل بايدن ما يكفي من الجهد وحسب، بل وصف الرئيس بأنه "الكاذب الأكبر بينهم" و"بالدمية التي يحركونها بالحبال".
وأضاف الطاهي البالغ 44 سنة من العمر بأن أحداً من هؤلاء السياسيين "لم يجع خلال الليل. تتعرض الطبقة الوسطى لأسوأ أنواع المعاناة".
وأوضح كومفورت أنه ديمقراطي اقترع لمصلحة بايدن في عام 2020 وللحاكم جوش شابيرو عام 2022، لكنه انتخب الجمهوريين في السابق، وسيفعل ذلك مجدداً. وأوضح أنه لن يصوت لمصلحة إعادة انتخاب بايدن.
وتابع، "كنا منشغلين جداً بإخراج دونالد ترمب من الرئاسة لدرجة أننا قبلنا بكل شيء كبديل له. ولكن، من كان الشخص الذي تثقون به ويستطيع الترشح على أي حال؟ مهما يكن من أمر، ستلاحقكم اللعنة في كلتا الحالتين".
وفي سياق متصل، ذكر موريس ميتشل، المدير الوطني لـ"حزب الأسر العاملة" المنتمي إلى التيار التقدمي، أن هؤلاء الناخبين أجروا "حسابات سياسية". وصب ذلك في مصلحتهم، إذ أتاح للديمقراطيين الدفع بأجندتهم الاقتصادية ورفض التطرف الجمهوري، بيد أن هذا الأمر لا يعني أنهم سيتخذون القرار نفسه [تأييد الديمقراطيين] في عام 2024.
وأضاف ميتشل، "لا أعتقد أنه أمر منطقي للديمقراطيين بأن يأخذوا أمثال أولئك الناخبين كأمر مسلم به، إذ يتوجب على الديمقراطيين والرئيس أن يظهروا لهؤلاء الناخبين في كل يوم، بأنهم سيدافعون عن مصالحهم قدر المستطاع".
في ملمح متصل، لقد خصص بايدن قسماً كبيراً من خطابه عن "حالة الاتحاد" الذي ألقاه هذا الأسبوع للتركيز على المسائل الاقتصادية الملحة التي يزعم أن من شأنها اجتذاب الناخبين في حملة إعادة انتخابه، إذ كانت هذه المقاربة ناجحة لبعض الديمقراطيين خلال العام الماضي ممن سعوا إلى إرساء تناقض واضح مع خصومهم الجمهوريين.
في المقابل، لقد قلبت حملة جون فيترمان مقعد بنسلفانيا في مجلس الشيوخ لمصلحته من خلال التركيز عمداً عليه كشخص، وليس كمرشح ديمقراطي آخر، وعلى خصمه المحدد، بحسب براندن ماك فيليبس الذي أدار حملة فيترمان. وهزم فيترمان المرشح الجمهوري محمد أوز الجراح الشهير المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترمب.
وأوضح ماك فيليبس أنه من المحتمل أن يسود شيء من الاحباط تجاه الرئيس، لكن "لا أعتقد أن ذلك الأمر يتطابق مع النظر إلى الحزب الديمقراطي أو الرئيس، ومقارنتهما مع بديل عنهما"، ثم التصويت لمصلحة ذلك البديل.
في بنسلفانيا، ذكرت غالبية الذين صوتوا لمصلحة فيترمان وشابيرو أنهم شعروا بالقلق من أن أوز والمرشح الجمهوري لمنصب الحاكم دوغ ماستريانو، أظهرا تطرفاً واضحاً. وشمل ذلك ناخبين عارضوا بايدن أيضاً.
وأورد اثنان من أصل 10 ناخبين عارضوا بايدن، لكنهم دعموا الديمقراطيين في بنسلفانيا، أنهم فعلوا ذلك لأنهم "يعارضون في الغالب" المرشحين الآخرين.
وفي ذلك الصدد، افترض الاستراتيجيون في الحزب الجمهوري أنه بوسع الناخبين ممن يتميزون بهذه المواقف أن ينشقوا عن المرشح الصحيح على لوائح الحزب.
وعلى نحو مماثل في أريزونا، رفضت هذه المجموعة من الناخبين المرشحين الجمهوريين لمنصبي حاكم الولاية، أي المرشح كاري لايك، ومجلس الشيوخ بالنسبة إلى المرشح بلايك ماسترز. وقد زرع المرشحان كلاهما بذور الشك في شأن نتائج انتخابات الرئاسة في عام 2020.
وفي سياق متصل، لم يكن الاستراتيجي الجمهوري باريت مارسون في أريزونا متفاجئاً بهذه النتائج، إذ صوت هو نفسه لمصلحة المرشحة الديمقراطية كايتي هوبز لمنصب حاكم الولاية، على رغم عدم إعجابه ببايدن أو دعم سياساته.
وبحسب رأيه، "طيلة فترة الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، رأينا مرشحين جمهوريين بعيدين كل البعد عن التيار الرئيس للفكر الحزبي"، وهؤلاء لم يجتذبوا مزيداً من الناخبين المعتدلين.
وفي سياق موازٍ، اعتبرت لورنا روميرو فيرغسون، وهي استراتيجية جمهورية في أريزونا، بأن هذه المجموعة من المقترعين المتأرجحين لن تذهب بعيداً. ورأت أنه سيتحتم على الجمهوريين أن "يستخلصوا دروساً من عام 2022، ويركزوا على مرشح من الانتخابات التمهيدية يكون بوسعه تحقيق الفوز على نطاق الولاية. سيكون تكتل الناخبين هذا أقل ميلاً لأن يكون مجرد موالٍ للحزب. يتوجب على الأشخاص أن يكسبوا الأصوات التي تصب في مصلحتهم".
وهنالك إميلي بروير، وهي طالبة جامعية تبلغ 21 سنة من مدينة بانغور في بنسلفانيا وتعرف عن نفسها بأنها جمهورية معتدلة. لقد صوتت لمصلحة ترمب عام 2020، لكن منذ حادثة اقتحام الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) شعرت بإحباط وغضب كبيرين من الحزب الجمهوري ومرشحيه. بالتالي، اختارت بروير دعم الديمقراطيين في مناصب الحكام والبرلمان عام 2022، وفضلتهم على خصومهم الجمهوريين. في هذا الإطار، أوضحت، "أختار المرشح الأفضل. إذا أراد الحزب الجمهوري الاستمرار في النمو والتقدم، فسيكون علينا أن ندرك أننا في حاجة إلى انتخاب مرشحين أفضل".
ليس مهماً من يرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، لا شك أنه سيتحتم على بايدن تخطي بعض الشكوك الجدية ليس في ما يتعلق بأدائه، فحسب، بل في شأن قدراته وشخصيته أيضاً.
في ذلك الصدد، وصف 15 في المئة من المقترعين للمرشحين الديمقراطيين للبرلمان ممن يعارضون بايدن، الرئيس، بأنه قائد قوي. وأورد نصف هؤلاء أن بايدن لا يكترث لأشخاص مثلهم فيما اعتبر ثلثيهم أنه يفتقر للقدرة العقلية كي يؤدي دوره بفاعلية كرئيس.
في مثل آخر، صوتت تيا سترونغ، وهي شابة ليبرالية تبلغ 24 سنة من العمر تقطن في "ويست شيستر" في بنسلفانيا، لمصلحة الديمقراطيين في العام الماضي. وغالباً ما تختار الديمقراطيين لأنهم "أهون الشرين"، بحسب سترونغ التي تمارس عملاً في مجال التسويق.
لقد صوتت لمصلحة بايدن عام 2020، وقد تصوت له مجدداً، لكنها تعتقد "أنه ليس بالشخص المناسب الذي يملأ منصبه. ليس نائب الرئيس نفسه الذي حظينا به حينما انتخب باراك أوباما. أصبح اليوم متقدماً في السن. أعتقد أنه يقوم بواجبه بشكل حسن، لكن من الأفضل أن يتنحى جانباً لغيره".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
هوكشتاين إلى لبنان: مرحلة الحسم اقتربت على وقع المسيّرات
أبرز الأخبار