استبعدت مصادر سياسية حدوث اختراق جدي في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية في غضون الايام المقبلة وحتى نهاية العام الحالي على الاقل، في ظل الوقائع السائدة، وموازين قوى الاطراف السياسيين، التي لا تعطي افضلية لاي تحالف منها، لحسم الانتخابات الرئاسية لصالحه، ما يؤدي إلى إطالة امد المراوحة وتعطيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الى حين، تبدل المواقف، وتحقيق الحد الادنى من التقارب، والتنازل عن الشروط والشروط المضادة، لكل الاطراف من دون استثناء.
ووصفت المصادر المرحلة الحالية، بانها مرحلة جس نبض واستكشاف حقيقة مواقف الاطراف من المرشحين المطروحة أسماؤهم للرئاسة، وما يخفي كل طرف على الاخرين وقالت: هناك قناعة بأن استمرار كل الاطراف بمواقفها كما هي حتى الساعة، لن يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولذلك لا بد من البحث عن تصور للخروج من مأزق تعطيل الانتخابات الرئاسية، وطرح مخارج مقبولة تؤدي لانتخاب الرئيس الجديد، لان استمرار الفراغ يزيد من ضغط الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا.
واعتبرت المصادر ان تريث حسم موضوع الانتخابات الرئاسية في الوقت الحاضر، مرده الى سببين اثنين، الاول غربلة المرشحين المطروحة أسماؤهم من كلا الفريقين، وهذا ما يحصل بالتدرج، بعدما عجز كل فريق عن انتخاب مرشحه للرئاسة في جلسات الانتخاب، والسبب الثاني انتظار بعض الاطراف المؤثرين الذين يتزعمهم حزب الله مسار التطورات الاخيرة بالمنطقة، وفي ايران ومدى تاثير ما يحصل على نفوذه في لبنان.
واشارت المصادر إلى ان الضجيج السياسي المتصاعد وحملات التراشق والتصعيد اسفرت عن محاولة حرق اسماء مرشحين جديين للرئاسة، كما يفعل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لاخراج خصمه السياسي اللدود سليمان فرنجية من السباق للرئاسة، مقابل تجاهل حزب الله تبني ترشحه كما فعل سابقا عندما تبني ترشيح العماد ميشال عون، اما لعجزه عن فرضه بالقوة اوتامين الحد الادنى من مقومات نجاحه، في حين لم يعد بالامكان للاطراف المعارضة في تحقيق زيادة مضطردة لعدد اصوات مرشحها ميشال معوض، مايعني ضمنا انه لن يستطيع الاستمرار بالمواجهة والفوز اذا بقي الوضع السائد على حاله.
وتوقعت المصادر ان تنحسر حدة مواقف الاطراف السياسيين بالمرحلة المقبلة، وان تتجه معظمها للبحث عن مخارج، ترتكز إلى ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى اخفاء الامام الصدر عن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل،ما يعني حتما اخراج كل الاسماء المتداولة من السباق للرئاسةاولا، وهذا ما يحصل حاليا، بينما يتقدم المرشح الذي يحظى على مثل هذه المواصفات دون غيره الى سدة الرئاسة الاولى، وان كان ظهوره على الإعلام، ما يزال مقننا حتى الان.