08-11-2022
مقالات مختارة
تأخذ الانتخابات الرئاسية أقصى مداها، فيتداخل الخارج بالداخل وما بينهما، وهذه اللعبة وبعكس مايظنه البعض تسير وفق أصول وقواعد لا يعرفها إلا من وضع شروطها، وهي تخضع لمتغيرات محلية إقليمية ودولية. فلبنان ليس دولة هامشية ولا هو دولة فاشلة كما يحلو للبعض أن يسميه، بل هو بلد، وعلى علاته، يعتبر مدخل الشرق والممر الإلزامي الذي تمر به كل مشاكل المنطقة وحلولها في آن معاً.
الجميع انتظر الانتخابات الإسرائيلية وما نتج عنها من تغيرات موازين القوى في فلسطين المحتلة لصالح بنيامين نتنياهو، واليوم ننتظلر ما ستحمله الانتخابات النصفية mid term في الولايات المتحدة والتغيرات المرتقبة في مجلسي النواب والشيوخ. وهكذا يبدو المشهد اللبناني على وشك الدخول وبصورة جدية في الاستحقاق الرئاسي. فبعد الجولات الأربع التي لم ينتج عنها شيئاً سوى عرض للعضلات وبروز أسماء أقل مايقال فيها أنها عرضت مسبقاً للحرق. فالقوات اللبنانية وحليفها التي تقف وراء ترشيح ميشال معوض بدأت الإيحاءات تصدر عنها مع بروز إمكانية الحديث عن "إسم آخر"، وحتى ميشال معوض الذي كان الوحيد القابض نفسه كمرشح جدي للرئاسة بدأ يتراجع وإن بالشكل، ففي جلسة قراءة رسالة فخامة رئيس الجمهورية، خرج من الجلسة ووقف خلف النائب أشرف ريفي الذي تولى التصريح في ما بقي معوض صامتاً، وهذا له مدلولاته ليس فقط من حيث الشكل إنما أيضاً من حيث المضمون، فالمرشح الرئاسي لا يمكن أن يقف إلا في الصفوف الأمامية وإلا يكون قد فقد صفة القيادة.
فأين أصبحت بانوراما التحالفات
يتضح من بين الأسماء المطروحة أن ميشال معوض مرشح السياديين يعتبره أكثر من فريق أنه مرشح تحدي ولا مجال للاتفاق حول إسمه، وهو من حيث يدري أو لا يدري قد اتبع خطاباً بعيداً كل البعد عن كل أشكال التوافق ومد اليد. أما سليمان فرنجية فهو لا يحظى حتى اللحظة إلا بدعم كتلة التنمية والتحرير التي هي الأخرى لا تمانع في البحث بإسم آخر، أما بقية الأطراف فلا مجال للاتفاق معها فبالرغم من حضوره مؤتمر الأونيسكو للدفاع عن الطائف، وبعيداً عن المصافحة السعودية فإن معارضة جنبلاط العلنية لوصول فرنجية بقيت طاغية. أما الأسماء التي يطرحها التغييريون على طريقة "طرة نقشة" فهي اقرب إلى لعبة الحظ منها إلى الطرح الجدي. يبقى موضوع قائد الجيش الذي يحتاج إلى تعديل دستوري قبل البحث بإسمه، وبالتالي فمن يستطيع أن يجمع 86 نائباً تحت قبة البرلمان والتصويت للتعديل بإمكانه الإتيان برئيس "على ذوقه" وهذا ما ليس متاحاً حتى اللحظة.
من هذا العرض البسيط يتبين أن الجلسة الخامسة لانتخاب الر ئيس ستكون مثل شبيهاتها إذ إن التوافق على مرشح جدي لم يزل بعيد المنال. أما المفارقة في هذه الجلسة ربما ستكون باستغناء تكتل لبنان القوي عن الورقة البيضاء والتي أعلنها نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، ولكن هل تذهب الأمور إلى حد اعتماد التكتل التصويت لإسماً معيناً؟
السيناريو القديم الجديد
أمام هذا الواقع يتحدث البعض على أنه وقبيل انعقاد جلسة الانتخاب السادسة، سيبدأ الحديث عن إمكانيات التوافق الجدية، وربما قد يشهد ذلك تحولاً في موقف تكتل الجمهورية القوية الذي يعارض رئيسها وصول فرنجية لأسباب بحت "شمالية". وبالتالي فإن إمكانية استعادة السيناريو القديم والاتفاق مع تكتل لبنان القوي يصبح وارداً، ولكن العارفون يؤكدون أنه وفي حال حدوث تفاهم بين الإثنين فإن شروطه ستختلف عن تفاهم معراب، بحيث تكون الشراكة حقيقية وتذهب إلى أبعد من تقاسم الحصص. في السياسة لا عداوة دائمة لا صداقة دائمة، والعلاقة تتحكم فيها المصالح لا أكثر ولا أقل، وبالتالي مايعتبره البعض مستحيلاً قد يصبح ممكناً سيما أمام الأفق المسدود واستنفاذ الحلول.
أخبار ذات صلة
أسرار شائعة
بو صعب يغرد خارج السرب!
أسرار شائعة
هل طرح باسيل اسم جهاد ازعور للمناورة؟
خاص اينوما
زيارة فرنجية الى فرنسا لا قمحة ولا شعيرة
أبرز الأخبار