مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

إدارة الأزمات بعقل بارد،قراءة استراتيجية..

29-09-2022

آفــاق

|

اينوما

الدكتورة ميرنا داوود

أستاذة جامعية وكاتبة

كتبت الدكتورة ميرنا داوود

انهارت الدولة الفرنسية تحت وطاة غزو القوات النازية وكان أمام الجنرال بيتان أحد حلين إما الاستسلام الكلي وإما القتال وسط حسابات لموازين

القوى غير المتكافئة وبالتالي الموت  ‎قرر بكلمة:" لقد انهارت الجمهورية لأن الجيش هُزم ولأن لا مشاركة شعبية في الحكم. ويجب الحفاظ على(الدولة)". وحكم فرنسا تحت الاحتلال الألماني. وكانت مفارقة أن يحكم جنرال(وطني) تحت حكم احتلال  ‎قاوم الفرنسيون الاحتلال وانتصروا.

وجاء ديغول. حُكِم بيتان وحكم عليه بالإعدام ومات قبل أن ينفذ الحكم. جرى جدال كبير في فرنسا مؤخراً حول مدى وطنية بيتان من عدمها  ‎اقترح البعض نقل رفاته إلى مقبرة عظماء فرنسا حيث يرقد لويس الرابع عشر ونابليون و ديغول...

لكن النقاش بلغ سجالاً حول ما إذا كان من الممكن أن يُرْسَل في هذا الإجراء رسالة إلى الشعب والجيش بأن نضالاته ضد الاحتلال كانت مماثلة للتعامل مع الاحتلال ولو تحت دواعي الحفاظ على الدولة،وأن الزمن لا يسمح بأن يتم تعليم  الجيش الفرنسي أن التعامل مع الاحتلال (مهما كانت دواعيه العقلانية!) هو من قبيل وجهة النظر!!!.

وانتصر الرأي الذي يقول:قد يكون بيتان قد تصرف بعقلانية مُبالغة بالحفاظ على الدولة ، ولكن خياره كعسكري أن يقاوم مهما كانت النتائج، وهذا ما فعله بالضبط الجنرال ديغول  ‎مرة أخرى إنه تكريس  لإرادة الاستمرار في الصراع أو ما يسمى في إدارة الأزمات الثبات على الموقف  ‎نعم صعب على الإنسان العادي وحتى المثقف أن يقبل هذا التمايز العقلاني بفكره وقلبه، لكن على العقل في السياسة أن يكون بارداً  ‎ بهذه الطريقة تُفهم الاستراتيجيا في الحروب. ففي الحروب المهم النتائج السياسية التي تقاس على حسابات ميزان القوى الذي لا يتوقف عند معركة هنا أو هناك إنما يتوقف على النتائج السياسية للحرب  ‎لهذا فإن التفاوض السياسي هو بالتعريف أن تأخذ بالمفاوضات ما تستطيع أن تأخذه بالقتال. فإن كنتَ غير قادر على أن تأخذ ما تأخذه بالقتال فلن تأخذ شيئاً بالمفاوضات. وهذا هو المعنى الأهم والأشمل للقاعدة الذهبية: الحرب امتداد للسياسة وإن بوسائل أخرى

  (د.ميرنا داود،شذرات في فلسفة السياسة) 

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما