13-11-2022
آفــاق
الدكتورة ميرنا داوود
أستاذة جامعية وكاتبة
في أي نقاش تكثر المغالطات المنطقية والانحيازات لطرف دون الآخر بعاطفة غير مبررة لأن الإنسان كائن مركب من مجموعة من المشاعر والانفعالات المعقدة..
رجل القش يشبه رجل سياسة نختلف معه جملة وتفصيلا فتجد ان المتظاهرين ينهالون عليه ضرباً وإهانةً وفي هذا رد فعلٌ رمزي يقصد به أن الناس إذا لم تستطع أن تدحض رأيك او تنال منك مباشرة فإنها تمارس ألاعيب فتقوم بصنع رجل قشّ بديلاً عن الشخص المقصود للإساءة إليه من خلال :
1. تحريف موقف الشخص الأساسي وفبركة اكاذيب للنيل منه .
2. استعراض كلمات خارج سياق كلام الشخص الأساسيّ وانتقائها لتحْوير تأويلات نوايا الخصم الفعلية.
3. عرض شخصية لرجل ضعيف يدافع عن نفس آراء الشخصية الأساسيّة ثم تفنيد حجج الشخص الضعيف، للإيحاء بأن كل مؤيد لهذا الموقف ضعيف ومهزوم.
4. اختراع شخصية وهمية لها معتقدات سخيفة يسهل انتقادها، وإظهار الشخص المقصود وكأنه يتبنى تلك المعتقدات.
5. المبالغة في الاهانة الى حد التسخيف.
6. الفبركة وتجزيء كلام الخصم .
7. المغالطة بالتصنيف بوضع الشخص في خانة التصنيف النمطيّ Stereotype بحيث ينطبق عليه كل ما ينطبق على من هم في هذه الخانة من سلبيات . وهذا ما وصفه الفيلسوف سبينوزا بالقول: إن ما يقوله بطرس عن جورج أهم مما لدى جورج نفسه.
8. التضخيم والتهويل الاعلامي من موقف الشخص بحيث يُتهم بالتطرّف فلا يغدو ما يأتي به من أفكار بنظر الآخرين إلا مرفوضاً لنعتها بالإجمال بالتطرّف.
9. الشيطنة. وتتم من خلال نعت الشخص بأسوأ أنواع السلوكيات كالقاتل ، أو الديكتاتور، أو السفّاح، أو الفاسد، وبهذه الشيطنة يسهل تجييش الاخرين ضده لاغتياله معنويا شعوب تقتات على وهم رجل القش...!!
أبرز الأخبار