30-09-2018
صحف
وفيما تراهن الاوساط المعنية بأزمة تعيين الحكومة على موجة جديدة من المشاورات والاتصالات واللقاءات قد تتوج بلقاء علني او سري جديد بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري في وقت وشيك لاعادة تحريك العملية من حيث توقفت بعد اللقاء الاخير بينهما بدا من الواضح ان اختراق الازمة في وقت قريب لا يزال رهانا ضعيفا وبعيدا من التحقق لان الاختناقات التي اصابت مهمة الرئيس المكلف باتت مضاعفة وسجلت تفاقما كبيرا في الفترة الاخيرة خصوصا مع تدهور العلاقات اكثر فاكثر بين فرقاء اساسيين معنيين بتشكيلة الحكومة . ومع ان المعطيات التي رشحت عن لقاء معراب امس بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب أكرم شهيب موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم تشر في طابعها المعلن الى تطورات استثنائية معينة منتظرة في الإطار الحكومي فان ثمة معطيات تتحدث عن اتجاه لدى القوات والحزب التقدمي الاشتراكي الى تصليب التنسيق بينهما والتشدد في الاطر المبدئية والتفصيلية التي تعني كلا مهما في توزيع الحصص والحقائب الوزارية بعدما لاحت بوضوح محاولات اندفاع الفريق الرئاسي لتقليص حصتي الفريقين المذكورين وعدم التسليم بالحصص والحقائب التي كان الرئيس الحريري طرحها ضمن تشكيلته التي تحفظ عنها رئيس الجمهورية ولا يزال .
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ل”النهار “ ان زيارة جعجع لبيت الوسط قبل يومين وزيارة شهيب لمعراب امس شكلتا مؤشرين الى امرين الاول ان القوات والاشتراكي يرفضان طروحات تبلغاها اخيرا من شأنها ان تجعل التشكيلة على حسابهما. والثاني ان الحريري يتحفز لجولة مشاورات جديدة مع عون ولكن ذلك لا يعني ان الطريق سيكون معبدا بالرياحين اذا استمرت حرب تحجيم الاحجام والحقائب على حالها كما ينظر اليها فريقا القوات والاشتراكي وربما الحريري ضمنا من دون ان يتبنى ذلك علنا .
واذ تتريث هذه الاوساط في الحكم على الجولة الجارية من المشاورات واللقاءات في انتظار استكشاف ما اذا كان لدى رئيس الجمهورية تحديدا جديدا ما من شأنه تدوير الزوايا وتخفيض سقوف الشروط لدى فريقه ولدى الافرقاء الاخرين لفتت الى ان عملية التأليف باتت الان واكثر من اي وقت مضى في خانة الاستعجال الاستثنائي نظرا الى تراكم الضغوط والاولويات الداخلية والخارجية . وفي ظل ذلك تؤكد الاوساط ان الحريري يتمسك بحكومة توافقية وان طرح حكومة الاكثرية لا مكان له واقعيا في المسار الجاري . ويبدو واضحا ان الافرقاء الاخرين ايضا وفي مقدمهم الثنائي الشيعي يؤثر الحكومة التوافقية خصوصا بعد دخول العامل الاسرائيلي على خط التهديدات المتصلة بالمزاعم حول قواعد لحزب الله قرب مطار رفيق الحريري . وقد زادت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس من نيويورك وتيرة التوهج حول التهديدات الإسرائيلية اذ حذر لافروف اسرائيل مباشرة من اي اعتداء او عمل عسكري محتمل ضد مطار بيروت مؤكدا ان هذا الاحتمال يشكل انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الامن . وشكل الموقف الروسي على إيجابيته بالنسبة الى الجانب اللبناني دليل زج للورقة اللبنانية في ميدان التجاذبات الدولية والاقليمية وهو امر خطير للغاية وسط انعدام الوزن اللبناني راهنا بفعل تعثر تشكيل الحكومة وتفاقم الازمات والمشكلات الداخلية
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار