17-08-2018
مقالات مختارة
راجح الخوري
راجح الخوري
محاربة الفساد؟
أوليست قمة الفساد الفاحش ان يتخبط لبنان وسط هذه الأوضاع والظروف الصعبة، وأن تُدخلنا مطالب البعض وفجعنته في حلقة مفرغة حول الحصص الحكومية، وحول الحقائب السيادية والحقائب الخدماتية، وحقائب الخُرسان والعميان والطرش، ولا من يلتفت الى الواقع الفضائحي الذي جعل من لبنان مزبلة ومقبرة وقرفاً ما عرفته العصور البدائية!
ماذا يفعل سعد الحريري أمام الذين لا يريدون عملياً مشاركته في السعي الى تدوير الزوايا الحادة، والذين يتمسكون بنظرتهم المتعامية عن الواقع الكارثي الذي وصل إليه لبنان، ويريدون ان يهندسوا له التشكيلة حصصاً وحقائب وأسماءً ولون عيون؟
يذهب طبعاً الى صبر أيوب “لأننا دولة لديها مشاكل إقتصادية ومحاطة بأزمات إقليمية، وعلينا ان نشكّل حكومة وفاق وطني جامعة في أسرع وقت”، ولكن الى متى بعد كل محاولات البعض السافرة أكل خبزهم وخبزه أيضاً، ودائماً تحت شعار إحترام نتائج الإنتخابات التي لا يحترم هؤلاء ارقامها والوقائع؟
وهكذا كان من الواضح ان سعد الحريري تعمّد وضع نقاطه منذ الآن، على حروف البيان الوزاري، وما إذا كان سيتضمن مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري شرطاً لتشكيل الحكومة، بالقول إختصاراً حاسماً: “بكل صراحة عندها لا تتشكل الحكومة”.
وبإزاء هذا الموقف ماذا سيفعل مثلاً “حزب الله”، الذي يقول ان الدول تقف بالصف لمصالحة النظام السوري، وماذا سيفعل جماعة ٨ آذار الذين يستأسدون باكراً، وبالتالي ماذا سيفعل العهد بعدما كان الرئيس ميشال عون قد أعلن ان عهده سيبدأ مع الحكومة الجديدة، التي لم تولد للأسباب المعروفة، وقد لا تولد لا قيصرياً ولا سباعياً… فعلاً ماذا سيفعل هؤلاء؟
وعلى افتراض ان سعد الحريري وحجم تمثيله السني الأقوى، ووليد جنبلاط وحجم تمثيله الدرزي الراجح، وسمير جعجع وحجم تمثيله المسيحي الواسع، رفضوا دائماً وسيرفضون حتماً، حكومة تدعو الى عودة العلاقات مع النظام السوري، ماذا سيفعل المطالبون بمصالحة هذا النظام، هل يتجاوزون الدستور لجهة النصّ على النهائية في عملية تكليف الحريري، ويذهبون الى حكومة تدوس الميثاقية؟
الحريري ضرب يده على الطاولة كمن يقول صراحة: اخرجوا الحكومة من الأسر السوري!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار