مباشر

عاجل

راديو اينوما

“حروب عائلية” في انتخابات 2018: الأب ضد ابنه والأشقاء يتناحرون

15-03-2018

الانتخابات

منال شعيا

منال شعيا

هي انتخابات أم معركة ضمن البيت الواحد؟ “حروب عائلية” بالجملة: الابن في وجه ابيه. ابن الاخ ينافس عمه. مرشحة تنافس ابن عم زوجها. شقيقان في لائحتين متنافستين. مرشحة اخرى ضد سلفها على المقعد النيابي الواحد… واللائحة تطول.

كل ذلك يجري في انتخابات أيار 2018. ربما الظاهرة ليست بجديدة، لكنها هذه المرة تظهّرت على نحو فاقع جدا، وفي اكثر من دائرة انتخابية. الكل يريد ان يصبح نائبا. الكل اصابه ذاك “الجوع العتيق” الى المركز والسلطة والوجاهة. لم يعد المعيار واضحا او معروفا. اختلط “الحابل بالنابل”. تفجّرت عقد كثيرة كانت دفينة في النفوس والقلوب، فبات كل شيء فاقعا، يتخطى كل الحدود.

واليكم الامثلة داخل البيت الواحد:

في عكار، النائب السابق وجيه البعريني ضد ابنه وليد.

لوائح طرابلس على نار هادئة بعد إعلان مرشّحي “المستقبل”ميقاتي يتريث، ريفي يتحضّر وكرامي لن يرشّح…

في عكار ايضا، يتنافس شقيقان من آل حدارة على المقعد نفسه.

في بعلبك – الهرمل، الرئيس حسين الحسيني وشقيقه فيصل يتواجهان، أما الاخ الثالث مصطفى الحسيني فمرشح عن المقعد الشيعي في دائرة جبيل – كسروان، ونجل الرئيس الحسيني مرشح في زحلة. هم أربعة مرشحين من عائلة واحدة.

في الكورة، يتنافس ابنا العم نقولا وفايز غصن.

اما في طرابلس، فتواجه السيدة ديما الجمالي سلفها محمد الفاضل ضمن لائحتين متقابلتين. وفي زحلة “أم المعارك”، برزت الانشقاقات داخل بيت فتوش للمرة الاولى، اذ يترشح الدكتور ميشال فتوش ضد عمه النائب نقولا فتوش.

 

وفي “عاصمة الكثلكة” ايضا، تواجه رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف ابن عم زوجها المرشح ميشال سكاف.

ولم تكن جبيل بعيدة عن هذا الواقع، اذ يتنافس زياد حواط وعمه جان حواط.

ولدى آل الخير في المنية خمسة مرشحين، في حين ان رئيس “تيار الانتماء اللبناني” احمد الاسعد وزوجته يخوضان المعركة الانتخابية من باب مختلف. الاثنان على لائحة واحدة. انه “التكامل الزوجي”.

ينطلق الطبيب النفسي الدكتور أحمد عياش من معادلة تقول: “أما وقد اصبحت الانتخابات حقيقة واقعة، فقد تزاحم المتحمسون لتقديم طلبات ترشحهم الى منصب نائب، إلا ان اللافت هو هذا التناطح على المراكز بين أفراد العائلة الواحدة، من ابن عم الى أخ الى إبن الاخ”.

ويشرح ان “هذا التناطح إن دلّ على شيء، فعلى أن العائلة ما عادت واحدة موحدة، وعلى موجة سياسية – ثقافية – فكرية موجهة مشتركة، بل باتت الصراعات تطلّ برأسها بين افراد العائلة، متأثرة بالنمط الجديد السائد والذي مقياسه استغلال الفرص كيفما اتفق”.

ويلفت الى ان “العجلة في الوصول الى الهدف على قاعدة ان الغاية تبرّر الوسيلة، باتت هي السائدة، وبما أن الجميع تحت تأثير تردّد موجات الافلام الهوليوودية وترددات التكنولوجيا التي تقدم المال والسلطة والنساء والشهوات وحرب الفضاء على حساب المروءة والكرامة والاحترام والواقعية والشرف وحياة المجموعة، وبما أن كلّ لبناني لديه مخزون نرجسي فائض يقنعه بأفضليته وأحقيته في القيادة، كما يقنعه زورا بأنه الافضل أينما حلّ في هذا العالم، نتيجة تراكمات تربوية فوضوية فيها الكثير من الانانية والعبثية وعناصر التدمير، وأسوأ ما فيها أن المُثل العليا عنده من دولة وزعماء، مشوّهة الى درجة تحار فيها شخصية اللبناني ان تميز بين السياسي والتاجر والبطل والعميل واللصّ… كل هذه المعايير تجعل التناحر بين افراد العائلة الواحدة مبررا ومفسرا”.

ولكن، هل تعتبر هذه الظاهرة جديدة ام انها موجودة ودفينة وتظهّرت بطريقة فاضحة في هذه الجولة الانتخابية؟

يجيب عياش: “ليس بجديد ان يتناحر الأقرباء على المقاعد النيابية، فقد سجل في تاريخ لبنان الحديث الكثير من تلك النماذج التي تتقنّع فيها صراعات قيادة العائلات الحاكمة سياسيا أكثر مما هي صراعات على مقعد نيابي”.

 

ويؤكد ان “تاريخ لبنان وفي جزء كبير منه هو تاريخ صراعات عائلات سياسية، لها ارتباطاتها الخارجية المعروفة، وكأن لبنان لم يتغير كثيرا رغم اختفاء الطربوش الاحمر والكوفية والعقال والشروال والدشداشة لمصلحة البنطال وربطة العنق ومرطب الشعر، الا ان اللاوعي اللبناني، السياسي – الاجتماعي تحديدا، لا يزال على علاقة بالعائلة والعشيرة والطائفة السياسية”.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.