07-02-2018
محليات
ولكنه بدأ يواجه تحديات وضغوطا ناجمة عن تغيرات ملحوظة حصلت في المنطقة (سياسة المحاور واحتدام الصراع الإيراني – الأميركي، واشتداد الضغط الأميركي على طهران المتوسعة في المنطقة، وبروز تقاطعات إقليمية ضد إيران)، ومتغيرات حصلت في الداخل اللبناني (بدأت مع وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا على قاعدة تحالف جديد مع الرئيس سعد الحريري، مقابل انفجار الصراع بين عون وبري المدعوم من “حزب الله”).
وإذا كان التوقيع على تفاهم 6 شباط جاء بعد يوم واحد من “غزوة” 5 شباط لقوى متطرفة وصلت الى الأشرفية، حيث السفارة الدنماركية واحتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، فإن الذكرى الـ12 للتفاهم تأتي بعد أسبوع على “غزوة” شيعية قام بها أنصار حركة “أمل” الى سن الفيل حيث المقر الرئيسي لـ”التيار الوطني الحر”، ولاحقا الى الحدث المحاذية للضاحية الجنوبية، احتجاجا على كلام مسيء صدر عن الوزير جبران باسيل بحق الرئيس بري واصفا إياه بالبلطجي.
وعلى امتداد 12 سنة كان التوتر السياسي على أشده بين “التيار الوطني الحر” و”المستقبل” وسط تقاطعات كثيرة بين “التيار” و”حزب الله” ضد الإرهاب والتطرف، إضافة الى نزعة مشتركة لإدخال تعديلات على الطائف.
واليوم التوتر السياسي على أشده بين “التيار” و”أمل” وسط مؤشرات تدل على أن دستور الطائف يفرق بينهما أكثر مما يجمع.
وقد لوحظ صدور بيان عن “حزب الله” لمناسبة الذكرى الـ12 لتوقيع التفاهم بين “الحزب” و”التيار الوطني الحر” في كنيسة مار مخايل، من دون أن يصدر بيان مماثل عن “التيار”.
وأعاد البيان وصف التفاهم بـ“الحدث التاريخي” الذي “جمع قلوب وعقول وإرادات فريقين كبيرين وأساسيين من اللبنانيين كانت مفاعيله حاسمة في تحقيق الأمن والسلم الأهلي والاستقرار السياسي، وهو لعب دورا كبيرا في معالجة الكثير من القضايا الشائكة على المستوى المحلي، ليكون بذلك نموذجا يحتذى في بناء العلاقات بين القوى السياسية في لبنان، مع الحرص الشديد على صون هذا التفاهم والحفاظ عليه في مواجهة القوى الخارجية التي عملت ولاتزال تعمل على استهدافه وضربه”.
وجدد التزامه التام بالتفاهم، مشددا على استمرار السير فيه وصولا لتحقيق الأهداف الكبرى التي يطمح إليها والنهوض بلبنان وأبنائه نحو مستقبل أفضل.
وتقول مصادر “التيار” إنه لا خروج عن ورقة التفاهم، ولا تغيير على مستوى تحالف “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله” فيما خص السياسة الاستراتيجية العريضة.
وكشفت أن “التيار” نقل هذا الموقف الى “الحزب” عبر أكثر من قناة اتصال في الأيام القليلة الماضية، متحدثا عن حملة مبرمجة يتعرض لها “التيار” ورئيسه من قبل خصومه، في محاولة لإحداث شرخ في تفاهمه الثنائي مع “الحزب” لإضعافه عشية الانتخابات.
لدى السؤال عن التفاهم بعد 12 عاما كاملة على إعلانه، يسارع الفريقان المعنيان إلى تأكيد أنه “لا أحد يمكنه الخروج من هذا التفاهم، لأن أسبابه الموجبة لاتزال قائمة.
منذ الأساس لم نقدم نفسينا كفريق واحد.
وقد مر في ظروف أصعب من التي نمر بها حاليا وأثبت قوة صموده، كحرب تموز، وأحداث 7 أيار 2008، ومشاركة “حزب الله” في الحرب السورية”.
إلا أن العونيين عاتبون.
يقول مصدر في “التيار الوطني الحر” إن الاختبار الكبير أمام تفاهم مار مخايل “يبرز حاليا بعد الاصطدام بيننا وبين حركة “أمل”، التي نعتبرها تعيق تطور العهد الرئاسي.
والرئيس عون لن يقبل أن يتحول حليف حليفه إلى عنصر إفشال للعهد والمؤسسات. حين وصل الأمر إلى ممارسة السلطة، بدأ “حزب الله” يتحول إلى طرف، ينحاز في أغلب الأحيان إلى بري، أو يبقى على الحياد.
هذا الأمر يعرض التفاهم للاختبار”.
“التيار الوطني الحر” و”حزب الله” لم يقيما أي احتفال مشترك في المناسبة وأظهرت مواقفهما التقاء على نقطتين:
٭ التمسك بالتفاهم بعدما أثبت صموده وجدواه.
٭ التنبيه والتحذير من وجود محاولات جارية لضربه واستهدافه.
كما أظهرت المواقف اختلافا حول نقطة أساسية هي حركة “أمل” والرئيس نبيه بري، ذلك أن “التيار” يرى في بري عقبة في طريق “التفاهم” وفي مشروع بناء الدولة، فيما “الحزب” يرى في بري ضمانة للوحدة الشيعية ويعطيه أولوية لدرجة أنه إذا خيره باسيل بين “أمل” والتيار لاختار “أمل”.
وبات من الواضح والثابت أن “حزب الله” ملتزم عون وبري مدى الحياة، وأن هذا الالتزام “الشخصي السياسي” لا يسري ولا ينسحب على غيرهما، وأي التزام جديد يتم وفق شروط جديدة.
أبرز الأخبار