مباشر

عاجل

راديو اينوما

دعوةٌ من فضل الله الى اللبنانيين

26-04-2024

محليات


ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين.

وقال فضل الله: "والبداية من غزة التي يستمر العدو فيها باستهدافه للمدنيين والتدمير الممنهج للمباني السكنية والبنى التحتية، والحصار الذي يهدد أهل القطاع بالمجاعة، فيما يعلن جهوزيته لاستكمال احتلال كل القطاع رغم المناشدات الدولية والمسيرات والاحتجاجات في أكثر دول العالم، وهي تجلت أخيراً في الانتفاضات الطلابية التي جرت وتجري في العديد من الجامعات الأميركية العريقة، وقد امتدت إلى فرنسا، والتي انطلقت من الذين هالهم ما يجري في فلسطين، ولم يعد ينطلي عليهم الإعلام المضلل، والمصرين على تحركهم رغم الاعتقال أو تهديدهم بالطرد من هذه الجامعات، والاتهامات التي توجه لهم لتشويه صورة تحركهم. ومن المضحك المبكي أن توجه إليهم تهمة معاداة السامية، وهم من ينتمون إلى كل الأديان وينطلقون بمواقفهم من بُعد إنساني".

وأضاف، "لقد أصبح واضحاً أن ما يشجع هذا الكيان هو استمرار الدعم من العديد من دول العالم على كل الصعد، والذي شهدناه أخيراً في المساعدة العسكرية الضخمة التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية لهذا الكيان، وهي جاءت من دون أي قيود، ما قد يسمح لهذا العدو باستمرار مجازره وحربه على غزة، والتي جاء تبريرها من الرئيس الأميركي بأنها تهدف لحفظ الأمن القومي الأميركي، في إشارة واضحة إلى أن أمن هذا الكيان من أمن أميركا. وهو حاول التغطية على هذا الدعم، بالتمني على هذا الكيان بتمرير المساعدات الإنسانية، حيث لم يأخذ في الاعتبار ما يجري من قتل وتدمير وتهجير، وكأن الحصار هو المشكلة الوحيدة للشعب الفلسطيني والسبب الوحيد في معاناته".


وتابع فضل الله، "في هذا الوقت يستمر الشعب الفلسطيني بتقديم أمثولة في الصبر والصمود والبطولة والثبات على مواقفه والتصدي لهذا الكيان، ما أربك هذا العدو وجعله غير قادر على الثبات في الأرض التي يصل إليها بفعل عمليات المقاومة، وما يزيد من إركابه عجزه عن تحقيق أي إنجاز يقدمه لشعبه أو إلى العالم ويعيد الاعتبار لكيانه، وهذا الصمود هو ما ألقى بتفاعلات سلبية داخل الكيان، وجعل قياداته تتقاذف الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي حصلت في عملية طوفان الأقصى، والتي لا تزال تتوالى رغم مضي مئتي يوم على حربه، ما أدى أخيراً إلى استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية للعدو والتي ستدفع نحو استقالات أخرى".

وأردف، "إننا أمام كل ذلك، نعيد التـأكيد على اعتزازنا بالشعب الفلسطيني وبمقاومته رغم وعينا الكامل لحجم الجراح التي يعاني منها والتي يعمل العدو على توسيعها وتعميقها، ولكننا على ثقة أن شعباً كهذا الشعب لا يمكن أن يهزم، ولا بد أن يفرض على هذا الكيان شروطه ودفعه للتراجع عما سيقدم عليه. ونحن في الوقت نفسه، نعيد دعوة الدول العربية والإسلامية وشعوبها، إلى تحمل مسؤوليتها وعدم ترك هذا الشعب منفرداً، وأن لا يفرطوا بالقوة التي عبر ويعبر عنها كل يوم. ودائماً نؤكد أنه بتضافر جهودها يمكن فعل الكثير لهذا الشعب، ذلك أن السماح لهذا الكيان بتحقيق أهدافه سيكون له تبعات ستمتد إلى أي مكان قادر على أن يصل إليه، وهو الذي لا يخفي أن حدوده تمتد إلى أي مكان يستطيع جيشه أن يصل إليه".

واستكمل،"ونصل إلى لبنان الذي تستمر فيه المقاومة بالقيام بالدور الذي أخذ به على عاتقها في إسناد الشعب الفلسطيني والرد على استهدافات هذا العدو للمدنيين وللمباني السكنية والقرى الآمنة، في وقت يستمر العدو بتهديداته للبنان. إننا أمام ما يجري، نجدد دعوتنا للبنانيين إلى أن لا يخضعوا لتهاويل هذا العدو التي يريد منها زيادة الشرخ في ما بينهم، وأن يثقوا بالقدرات التي يمتلكونها والتي يخشى العدو منها، ونأمل منهم الوقوف صفاً واحداً. فإذا لم يكن هناك توافق بينهم على إسناد قطاع غزة، فلا بد من توافقهم على منع هذا العدو من المس بالسيادة اللبنانية وفرض شروطه على اللبنانيين، وعلى الأقل أن لا يصوبوا على من يقف الآن في مواجهة هذا العدو بما يضعف الموقف اللبناني".

واستكمل، "وندعو في الوقت نفسه، إلى العمل جدياً لملء الفراغ على الصعيد الرئاسي والتعامل بإيجابية مع كل من يعمل لمساعدة اللبنانيين على اختيار الرئيس القادر على التعامل مع هذه المرحلة بالحكمة المطلوبة".

وقال: "ونبقى على صعيد الانتخابات البلدية التي كنا نأمل أن تجري في وقتها انطلاقاً من إيماننا بضرورة تجديد الحياة السياسية ومن يتولى إدارة شؤون البلد على المستويين البلدي والاختياري، وأن لا يكون التأجيل هو الأساس، وإن كنا نتفهم منطلقات من أخذوا بقرار التأجيل لفترة محدودة في ظل ما يجري في الجنوب وما يعكسه ذلك على الوضع الداخلي برمته".

وختم فضل الله، "وأخيراً مع اقتراب عيد العمال، في الأول من أيار، نتوجه بالتهنئة إلى كل العمال، ونعبر عن تقديرنا لجهودهم وعملهم ويكفيهم تقديراً أن اليد التي يعملون بها هي يد يحبها الله ويحبها رسوله، وهي يد تبني الأوطان وتساهم في إعزازها. إن المؤسف أن يأتي هذا العيد في هذا البلد، والعمال يكتوون بنار الوضع الاقتصادي الصعب والغلاء الفاحش وبنار العدو الإسرائيلي، سائلين الله أن يرفع هذه الغمة عن كاهلهم، وأن يكون مستقبل أمرهم خيراً من ماضيهم".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.