26-07-2023
محليات
|
الشرق الاوسط
ويأتي التحرّك النيابي، غداة الموقف العالي النبرة الذي أطلقه المفتي دريان في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وحمّل فيه النواب السنّة مسؤولية ضياع قرار طائفتهم، التي كانت تلعب دائماً دوراً قيادياً في تاريخ لبنان. وتحدّث رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط، عن «اتصالات ومشاورات يجريها عدد من النواب بزملائهم لعقد لقاء موسّع في دار الفتوى برعاية مفتي الجمهورية والاتفاق على موعده وعناوينه». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «جوهر اللقاء المرتقب يركّز على التقاط القواسم المشتركة بين النواب السنّة، الذين لديهم دور مؤثر في انتخاب رئيس الجمهورية».
وقال الشيخ عريمط المقرّب من المفتي دريان: «في ظلّ وجود ثنائية شيعية (أمل وحزب الله) وثلاثية مسيحية (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ وحزب الكتائب) وأحادية درزية (الحزب التقدمي الاشتراكي)، ثمّة تشتت سنّي غير مسبوق يترَجم بغياب التأثير في الاستحقاقات المصيرية، سواء في انتخاب رئيس الجمهورية أو في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة».
وأضاف: «انطلاقاً من هذا الواقع بدأ تحرّك لعدد من النواب الحريصين على وحدة الموقف الإسلامي الوطني، وبناءً لموقف مفتي الجمهورية الأخير، للتشاور للاتفاق على لقاء قريب برعاية سماحة مفتي الجمهورية، لكنّ حتى الآن لم يتحدد توقيت هذا اللقاء الذي هو بيد النواب المتابعين».
من جهته، عدّ النائب عن الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت، أن «الكلام عن غياب التأثير السنّي في القرارات الأساسية مبالغ فيه؛ لأن السنّة موجودون في كلّ المفاصل الأساسية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك سعياً للقاء يجمع أكبر عدد من النواب السنّة في دار الفتوى»، مؤكداً أن «المأمول من هذا اللقاء توحيد موقف عدد كبير من النواب حول رأي واحد، والعمل على توحيد الصفّ حول رؤية مشتركة». وتوّقع الحوت «ألّا يكون موعد اللقاء بعيداً وربما يكون في حدود الأسبوع المقبل إذا اكتملت الاتصالات والمشاورات».
ورغم أن الدعوة محصورة بالنواب الحاليين، فإنها قد تتوسع نحو قيادات سياسية أخرى إذا اقتضى الأمر، لكنّ الشيخ عريمط لفت إلى أن الأمر «يقتصر حالياً على النواب الذين يؤثر صوتهم في الاستحقاق الرئاسي، وإذا ارتأى هؤلاء توسيع المشاركة فقد يضمّ فاعليات أخرى، وربما رؤساء حكومة سابقين ووزراء حاليين وسابقين، والوضع الآن لا يزال في دائرة التشاور».
من جهته، لم يتلقّ عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني دعوة لحضور مثل هذا اللقاء، لكنّه رحّب بأي «لقاء سياسي أو نيابي يعقد في دار الفتوى التي تشكّل مرجعية وطنية وإسلامية».
وقال البعريني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إذا حُدّد موعد الاجتماع سنكون أوّل من يلبّي الدعوة، خصوصاً أننا نعدّ دار الفتوى هي المرجعيّة الوطنية والسياسية منذ غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان وتعليق عمله السياسي». وكشف البعريني عن «عشاء قريب جداً سيعقد في دارة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري على شرف المفتي دريان، وقد يكون هذا اللقاء مناسبة يطرح خلالها لقاء دار الفتوى والتقارب بين كلّ النواب السنّة».
أخبار ذات صلة