06-04-2023
صحف
|
النهار
ولم يعد خافيا، وفق حصيلة المعطيات التي نتجت أولا عن زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لباريس، ومن ثم جولة الموفد القطري في بيروت، وما بينهما من تحركات بين الافرقاء الداخليين، ان مرحلة انتظار التطورات الخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية ولا سيما بين دول الخماسي، فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، قد مددت وطغت على كل اعتبار داخلي بحيث بدا العامل الداخلي اضعف الحلقات امام معادلة الانتظار خصوصا مع تعاظم رهانات افرقاء كثيرين على تسوية او افاق حل يأتي عقب بلورة الاتفاق السعودي – الإيراني الذي يشهد اليوم تحديدا حلقة تنفيذية مهمة من خلال لقاء وزيري الخارجية السعودي والإيراني في بكين استكمالا لفصول الاتفاق الثلاثي الذي جرى التوصل اليه أخيرا. ولذا سيبقى الوضع الداخلي عرضة لموجات المد والجزر التي لا تؤدي الى تبديل في المعادلات حتى تبرز معالم تفصيلية في توافقات دول الخماسي حيال لبنان وهو امر ليس مرتقبا في وقت قريب.
وسط هذه المناخات والأجواء لم تتجاوز الخلوة الروحية النيابية المسيحية التي عقدت امس في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاطار الذي رسم لها اذ خلت واقعيا من أي مداولات في السياسة واقتصرت النقاشات التي شارك فيها 53 نائبا وراء طاولة مستطيلة على الشق الروحي المسيحي وعلى القيم التي تدعو اليها الكنيسة، والتي يجب ان تحكم عملَ المعنيين بالشأن العام، لناحية المحبة والخدمة والحوار والتواصل.
وفي الاطار العلني لم يكن بعد الخلوة وخلال القداس سوى عظة البطريرك الراعي التي ضمنها القليل من الابعاد السياسية ولم تخلُ من بعض الادانة غير المباشرة للنواب. وقد شدد البطريرك الراعي على ان “السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالاخرين فتسحق الفقراء وتستغل الارض وتواجه النزاعات ولا تعرف كيف تحاور”. وأضاف “يقول البابا فرنسيس أن “السياسة التي تسعى لخلق مساحة شخصية وفئوية هي سيئة أمّا السياسة التي تضع خطة لمستقبل الأجيال فهي صالحة وفق مسألة تتوّج بالوقت يتغلّب على المساحة”. على ضوء هذين الوجهين وفي ختام هذه الخلوة الروحيّة، فليطرح كلّ واحد منا، بل كل سياسيّ صالح هذه الأسئلة على نفسه:
بماذا جعلت الشعب يتقدّم؟ أيّ طابع تركت في حياة المجتمع؟ أي روابط حقيقيّة بنيت؟ أي قوى إيجابيّة حرّرت؟ كم سلام إجتماعي زرعت؟ ماذا انتجت في المسؤوليّة التي أُسندت إليّ؟ (البابا فرنسيس: “كلّنا إخوة”، 197). ماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس الجمهوريّة، وإحياء المؤسّسات الدستوريّة بعد خمسة أشهر من الفراغ الرئاسيّ ودمار شعبنا؟”
وبعد انتهاء الخلوة وقبيل بدء القداس في كنيسة سيدة لورد، التقطت الصور للبطريرك الماروني برفقة النواب المشاركين من أمام تمثال سيدة لبنان. وتغيّب عن الخلوة كل من النواب سينتيا زرازير، ميشال معوض، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة صليبا، أسعد درغام، الياس بو صعب، سامر التوم، ميشال الدويهي، ميشال المر. وافيد أن النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا إتصلا بالبطريرك الراعي مساء الثلثاء وتمنيا مشاركته الصلاة من قاعة مجلس النواب إستكمالًا لإعتصامهما منذ 77 يومًا وقد أبدى الراعي تفهمًا إيجابيًا لموقفهما.
وعلى وقع اعلان وزارة الخزانة الأميركية اول من امس فرض عقوبات على الاخوين ريمون وتيدي رحمة المقربين من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، نفى امس نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات براين نلسون أي صلة سياسية بهذا الاجراء. وأوضح في لقاء صحافي عبر تقنية “زوم” ان لا علاقة بين العقوبات الأخيرة والاستحقاق الرئاسي في لبنان داعيا الى انتخاب رئيس والشروع في الإصلاحات. وشدد نلسون على “اننا سنلاحق النخب الفاسدة” لافتا الى ان “العقوبات هي رسالة اليها وتحذير واذا استمر الفساد سنقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة”. وإذ شدد على ان واشنطن قلقة من الاثار المدمرة للفساد في لبنان قال ان لا معلومات عن علاقات الاخوين رحمة بالسياسيين وادراجهما على لائحة العقوبات كان بسبب الفساد حصرا علما اننا استغرقنا وقتا لبناء الأدلة والقرائن”. ولفت الى ان الاخوين رحمة يستغلان النفوذ للفساد في قطاع النفط وهما روجا النفط الفاسد ما الحق ضررا بقطاع الكهرباء. ولعل اللافت في كلامه انه كشف ان المصارف اللبنانية سمحت بتهريب 456 مليون دولار منذ احتجاجات 2019.
أخبار ذات صلة