22-02-2023
مقالات مختارة
|
الديار
الى ذلك، يبدو الفراغ الرئاسي مسيطراً على كل الوساطات التي لم تعد تنفع، فيما مفتاح الحل يبدأ بانتظام المؤسسات وانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة، ولا شيء من هذا يبدو قريباً، لانّ المجتمع الدولي «نفض يديه" من معضلة لبنان، الذي يكاد يكون غائباً كلياً عن الخارطة الدولية.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر النواب الذين زاروا واشنطن والتقوا المسؤولين الاميركيين خلال اتصال مع» الديار» الى ان لا ثقة دولية بلبنان، وهذا ما فهموه، و»الى أننا بتنا نهائياً خارج جدولهم، لان الوضع خرج عن السيطرة، وبالتالي فمؤسسات الدولة تسقط تباعاً، والمخاوف كثرت بعد اتجاه القطاعين التربوي والقضائي نحو الهاوية، كذلك الامر بالنسبة الى القطاع المصرفي الذي يتعرّض لعملية تدمير ممنهجة».
بالتزامن مع كل الازمات التي تطوّق البلاد، من الاقتصادية الى المالية والتربوية والمعيشية والمصرفية، والاعتصامات والاحتجاجات والغلاء المستشري الذي ادى الى مشاهد لم يعرفها اللبناني حتى خلال الحرب، والتي بتنا نراها يومياً من خلال اطفال ومسنين يأكلون من القمامة، فيما المسؤولون يتربّعون على عروشهم غير آبهين بما يعيشه شعبهم، يؤكد مراقبون أنّ الانفجار آت لا محالة وبالتالي فمحاوره حاضرة بقوة، وقد باتت قاب قوسين، لانّ لبنان وصل الى الاحتضار امام أعين الدول التي حاولت انتشاله، من دون أي مساعدة من قبل مسؤوليه الباحثين فقط عن مصالحهم الخاصة فيما وطنهم وصل الى قعر جهنم، وهذا يعني انّ لبنان بات على فالق مالي- معيشي خطر.
على خط الحوار المسيحي، يواصل راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، المكلف من البطريرك الماروني بشارة الراعي، متابعة موضوع التواصل المسيحي ، بحيث يقوم بجولة على القيادات بدأها قبل ايام بزيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ومساء اول من امس الاثنين التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، ليعلن بعد الاجتماع كلمتين فقط « كان اللقاء جيداً»، وفي الامس زار رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، الذي كتب على تويتر أنّ «النقاش تمحور حول خريطة طريق سيادية إصلاحية للخروج من هذا النفق المظلم».
وفي هذا الاطار، يعمل المطران بو نجم بصمت رافضاً التحدث، وخطه الهاتفي مقفل دائماً امام الصحافيين، كما تفضّل مصادر بكركي عدم تسريب اي خبر عن تلك اللقاءات قبل إتمامها، وفق ما اشارت .
لكن ووفق معلومات « الديار»، فإن نتيجة المهمة لغاية اليوم، ليست كما تبغي بكركي والمطران بو نجم، لانّ الصعوبات ما زالت تطوقها، ولا شيء ايجابياً برز حتى اليوم، اذ ليس من السهل تلاقي كل هؤلاء المتخاصمين، الذين باتوا كالاضداد، وفق وصف مصدر نيابي معارض.
يستمر الكباش القضائي – المصرفي، من خلال الخطوة التي قامت بها القاضية غادة عون ضـد بنك بــيروت فرع المنصــورية، عبر ختم مركز الداتا العائد للمصــرف، الذي اصــدر بياناً دان فيه ما وصفه بـ « الخرق الفوري والمتمادي لقاعدة سريّة التحقيق، والذي يشكّل جريمة جزائيــة مســتقلة، هدفها الإساءة الى سمعة القطاع المصرفي اللبناني ككل»، موضحاً انه خلال تنفيذ الخبير مهمّته المتمثّلة بالاستحصال على حسابات رئيس وأعضاء مجلس إدارة ومديري ومدققي الحسابات في بنك بيروت بمفعول رجعي، ابتداءً من الأول من كانون الثاني 2016، صرّح بنك بيروت بأنه بحاجة إلى وقت إضافي للتدقيق في المعلومات المطلوبة، لكن مركز الداتا خُتم بالشمع الأحمر الى حين ورود جواب من المصرف.
بدوره تقدّم الوكيل القانوني لبنك بيروت بطلب أمام النيابة العامة التمييزية لوقف قرارات القاضية عون، وقد حوّل القاضي غسان عويدات الملف الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان لاجراء المقتضى، لكن مصادر النيابة العامة أكّدت أن القاضية عون لن توقف قراراتها بشأن المصرف، على ان تستكمل اجراءاتها اليوم في عدد من المصارف للكشف على «الداتا»، وحسابات أعضاء مجلس الادارة والمساهمين.
وعلى خط المودعين فقد اكدوا انّ حراكهم سيستمر في الايام المقبلة، بعنوان «حملة تحرير الودائع»، وفق ما اشارت مصادرهم لـ « الديار»، على ان يكون تحركهم تصعيدياً وموجعاً هذه المرة، مع دعوتهم المواطنين للمشاركة وعدم السكوت عن حقهم، بعد مرور سنوات على الأزمة من دون أي حل من قبل المعنيين.
على وقع الهزات التي يشعر بها سكان لبنان منذ 6 شباط الجاري، اشار عدد كبير من اهالي طرابلس الى سيطرة المخاوف والهواجس عليهم، بعد ظهور تشققات جديدة في منازلهم، خصوصاً بعد الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا قبل اكثر من اسبوعين، ولفتوا الى غياب كبير لبلدية طرابلس التي لا تستجيب لمطالبهم، بحيث يبيت معظمهم في الشوارع، ودعوا الى مساعدتهم في هذه الظروف المأسوية.
معيشياً، باتت بورصة التسعيرة اليومية للخبز، كتسعيرة المحروقات المتأرجحة دائماً نحو الصعود، اذ اصبحت وفق وزارة الاقتصاد ب 37 الف ليرة للربطة الكبيرة، التي تحتاج العائلة الواحدة الى اثنتين واكثر منها، بسبب تدني عدد الارغفة ضمنها على الرغم من ارتفاع سعرها.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
لا «ثقة» بالمصارف
مقالات مختارة
انهيار الهويّة البصريّة للمصارف: لا ربطات عنق بعد الآن