25-12-2022
لكل مقام مقال
|
اينوما
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
هو رب السماوات والأرض ومع هذا ولد في مذود هو الإله القادر الجبار ولهذا غسل ارجل تلاميذه واحبهم ولم يجعل منهم عبيدا له ويذلّهم؛
هو عانى غدر وظلم وغطرسة بني البشر ومع هذا طلب لهم المغفرة؛ هو اوصانا أن من اراد ان يكون فينا اولا فليكن للآخرين خادما، ومع هذا فإن الأولين فينا يسترقُّون الآخرين خدَّاما.
هو انذرنا أن الأولين سيصبحون آخرين والآخرين اولين ومع هذا مازلنا نتقاتل لتصدُّر الجماعات والمجامع؛
هو طلب منا أن نغفر لاخينا سبعين مرة سبع مرات ومع هذا ما توقفنا عن محاسبة اخينا عن خطأ ارتكبه او ربما لم يرتكبه؛
هو علَّمنا أن الآخر ايا يكن هذا الآخر اخونا قبل كل شيء ومع هذا فإننا عاملنا اخانا عل أنه عدو
هو حذَّرنا أن لا ندين أحدا كي لا يكال لنا بالمكيال الذي نكيل به، ومع هذا سطَّرنا بحق الآخرين احكاما مبرمة غير قابلة للنقض.
هو طالبنا أن ننزع الخشبة اولا من عيننا لنرى جيدا فنستطيع نزع القشة من عين سوانا، ونحن فقأنا الف عين وعين بحجة انتزاع خشبة منها.
هو أكد لنا أن الدين وجد من أجل الإنسان ولم يوجد الإنسان ليكون ضحية على مذبح الدين. ونحن تمسكنا بقشور ما هو مكتوب لنحمِّل غيرنا ما لا قدرة له او لنا على احتماله.
هو من ميَّز بين ما لقيصر وما لله فإذا بنا باسمه نجمع بين قيصر والله وغالبا ما نتعبَّد لقيصر على انه الله؛
هو أخبرنا أن الله قادر أن يجعل من الحجارة ابناء لابراهيم ومع هذا تعالينا على اخوتنا في الإنسانية مدَّعين أن لنا وحدنا الملكوت؛
هو قال إن الهنا اله احياء ومع هذا ما زلنا لليوم نبحث عن الهنا الحي بين الاموات...
هو من افهمنا أن من لم يحب الانسان الذي يراه لن يحب ابدا الإله الذي لا يراه ونحن ما زلنا ندَّعي لله محبة ونضمر للآخر ضغينة.
هو من علَّمنا أن الإيمان بالأعمال إذ قال من ثمارهم تعرفونهم ولم يقل من أقوالهم تعرفونهم؛
هو من طلب منا أن نعظ الناس بما نتعظ به فنكون نحن القدوة والمثال ويرى الناس اعمالنا على الارض فيمجدوا ابانا الذي في السماوات؛
هو من جاء ليجعل منا آلهة على صورته لا على صورة آلهة هذا الزمن الرديء؛
هو هو اله المحبة والحياة فلا حياة بدون المحبة ولا محبة بدون الحياة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار