06-10-2022
صحة
|
المركزية
مع بداية صيف 2022، وتحديداً في حزيران الماضي، أصيب مئات سكان الشمال بمرض التهاب الكبد الفيروسي (أ) المعروف باليرقان أو الصفيرة، وتكاثر حينها انتشار المرض بسرعة مع فقدان اللقاحات المدعومة ذات الصلة، ما أثار قلقا وبلبلة لدى المقيمين في مختلف المناطق، وقال المختصون والأطباء حينها إنه ناجم عن شرب مياه ملوثة.
ومع اقتراب فصل الشتاء، عادت القضية إلى التفاعل، إذ غردت منظمة الصحة العالمية – لبنان عبر حسابها على "تويتر": "هل كنت تعلم أن حالات التهاب الكبد الفيروسي الألفي في لبنان يزداد عددها في بداية فصلي الصيف والشتاء؟ يجب مراجعة الطبيب أو أقرب مركز الرعاية الصحية الأولية فوراً في حال ظهور أي أعراض". فما دقة هذا الكلام؟ وهل خطر انتشار الفيروس جدي؟
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله يستذكر عبر "المركزية" "بروز حالات عدّة من المصابين بالمرض شمالاً منذ اشهر. آنذاك، تابعت لجنة الصحة ووزارة الصحة الموضوع وتم تقريباً تحديد المصدر. أما هذا التحذير الجديد لمنظمة الصحة وغيره من التحذيرات المستمرة فسببها تكاثر الحالات".
ويشرح أن "أكثر من سبب يقف خلف التقاط هذا المرض ابرزها مياه الشفة الآسنة، إلى جانب عدم الحصول على اللقاح، أو عدم اتخاذ المريض احتياطاته. إلا أن السواد الأعظم والاكثر شيوعاً لانتشار المرض محلياً سببه المياه غير الصالحة للشرب".
وإذ يؤكّد عبدالله "متابعة المرصد الوبائي الدائمة لدى وزارة الصحة للموضوع"، يشير إلى أن "الحلّ يكون عبر البحث عن مصدر المرض عبر كشف المراقبين الصحيين لدى وزارة الصحة بالتعاون مع مصالح المياه على مصادر الشرب لأن في أغلب الحالات يكون هناك تسرّب لمياه الصرف الصحي إلى مياه الشفة نتيجة اهتراء قساطل نقل المياه، أو أن سكان إحدى القرى يستخدمون مياه نبع ملوّثة. عادةً ما يفتح تحقيق في الملف وتجرى فحوص مخبرية للمياه ما يسمح بتحديد مصدر الفيروس حيث التلوث".
ويوضح أن "لديه تجربة واسعة جدّاً وناجحة في الوقاية من الأمراض المعدية ومتابعة انتشارها، لذا لا بد من الإقرار بأن البلد متقدّم في هذا المجال وقد يواجه اليوم بعض المشاكل في حركة المراقبين والموظفين على الأرض، لا سيما بسبب عدم تغطية كلفة المحروقات لتنقلاتهم، إلا أن الخبرة المطلوبة موجودة".
ويحبّذ عبدالله "القيام بحملات توعية في البلديات والمدارس وأماكن التجمعات حول طرق استخدام مياه الشفة، لا سيما للأطفال". في ضوء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، لم يعد بإمكان الكثير من المواطنين اللبنانيين تحمل تكلفة شراء المياه المعبأة، كذلك نقص الأدوية وتخفيض نسب الدعم يعني أن اللقاحات لم تعد متاحة بوفرة وللجميع، أما كلفتها من دون دعم فباهظة جدّاً، هذا إن وجدت. فماذا ينتظر لبنان صحياً؟ وهل يعود الانتشار الكبير للأمراض المعدية التي كانت اختفت كلياً تقريباً؟
أخبار ذات صلة