30-09-2022
مقالات مختارة
|
الجمهورية
مساء الثلاثاء اجتمع «تكتّل التغيير» في بيروت بحضور معظم نوابه، حيث تغيّب عنه النائب ابراهيم منيمنة لإصابته بكورونا. كان توجّه التكتّل التصويت في جلسة الخميس لواحد من مرشحين هما ميشال معوض وصلاح حنين.
خاض النائب مارك ضو معركةً داخل التكتّل من أجل فرض اسم ميشال معوّض على الآخرين، وهو ما لم يُجمع عليه سوى 10 نواب من أصل 12 حاضرين، ما أنذر بانقسام التكتّل، هو الذي انفرط عقده مرات عدة ساهمت سفيرة دولة اجنبية في اعادة لمّ شمله.
أمّا مساء الأربعاء، وفي اجتماع يسبق الجلسة، عاد ضو نفسه ليفرض على الآخرين إسم سليم اده. دوّى الصراخ بين بعض التغييريين وزملائهم، إلى أن اقتنعوا بضرورة الذهاب موحّدين. ضو لم يتوقّف عن إملاء المواقف على زملائه، فعاجلهم صباح الخميس وقبل الجلسة برسالة تذكّرهم بكيفية الانتخاب والتصريح.
في المعلومات، فإنّ النائب ميشال معوض كان قد تواصل مع التغييريين بعيد صدور الدعوة للجلسة، وكان قد نال وعدًا بالتصويت له، إلّا أنّ اتصالًا من سفيرة دولة عظمى غيّر مجرى تصويت التغييريين، من معوّض إلى اده، والذي بالمناسبة يجهله أكثرية أعضاء التكتّل.
مصدر مقرّب من نواب المعارضة، كشف بأنّ الشخصية التي غيّرت توجّه التغييريين هي السفيرة الفرنسية في بيروت، التي نقلت رسالة مفادها أنّ بلادها تدعم سليم اده في مواجهة مرشح مدعوم من الجانب الأميركي، وأنّ نواب التغيير أحرار في خياراتهم، فما كان من ضو إلّا أن لعب دور المحفّز داخل تكتله.
وفي المعلومات، فإنّ ضو أقنع زملاءه بالعدول عن التصويت لمعوّض و»مسايرة» من يريدون اده هذه المرة، لأنّ هذه الجلسة هي جلسة حرق. هنا يُطرح سؤال أساسي: هل التغييري والذي لا يشبه أحداً، يرضى بالتصويت لمرشح من خارج الطقم السياسي لحرقه فقط لا غير؟ كرّس التغيير نفسه هنا جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التي قرّرت بيع نفسها لأوّل شارٍ.
صدمة هؤلاء، بحسب المعلومات أيضًا، كانت عدم سير النواب المقرّبين من تيار «المستقبل» بخيار اده. إذ اعتقدوا أنّ الضغط الذي مورس عليهم سيُمارس على زملائهم، وأنّ جمع عدد أصوات كل من اده ومعوّض سيكون دافعًا نحو توافق في صفوف المعارضة، إن تيقّن الجميع أنّ الـ65 صوتًا هو هدف ممكن عمليًا، وهو الأمر الذي لم يحصل.
يتخوّف هؤلاء بصراحة من كتلة نواب عكار، الذين إن قرّروا السير فجأة، ونتيجة مغريات ما، بخيار 8 آذار للرئاسة، قد تنقلب الأمور رأسًا على عقب.
وبعيدًا من تخبّط نواب لم يمرّ على وصولهم للمجلس أكثر من 4 أشهر، هناك واقع يقول إنّ ما حصل في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية أفرز انقسامًا رهيبًا داخل قوى المعارضة، كان يمكن تفاديه بتبنّي مرشح لن يدوم لأكثر من جلستين أو ثلاث، ولكن واقع الحال عكس صراعًا فرنسيًا- أميركيًا على قرار معارضة، لا يمكن وحدها أن توصل أي رئيس، ليبقى تبدّل قرار التغييريين بين ليلة وضحاها فضيحة تُضاف إلى سلسلة فضائح فريق دخل السياسة صدفةً، فمارس الارتباك كل يوم.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
التيار الوطني الحر والقوات: الخطة "ب" مرهونة بوقتها
مقالات مختارة
غياب الحسيني "أنقذ" ساحة النجمة من "جلسة ذل"
أبرز الأخبار