21-09-2022
مقالات مختارة
|
الشرق الاوسط
يوسف دياب
يوسف دياب
إلى ذلك، ربح المحقق العدلي طارق البيطار جولة جديدة من المواجهة القضائية مع الأطراف التي تطالب بتنحيته، حيث ردت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية جمال الخوري، ثلاث دعاوى مقدمة ضد البيطار، التي يطلب فيها المدعون نقل الملف من عهدته «بسبب الارتياب المشروع، والانحياز الواضح في عمله، وتعيين قاضٍ بديل عنه».
وتقاطعت الأسباب التي ساقها مقدمو الدعاوى الموقوف محمد المولى، والمدعيان يوسف المولى وهشام حيدر أحمد، وزعمت أن المحقق العدلي «خضع لضغوط الرأي العام، وكشف مواعيد الاستجوابات قبل إبلاغ أصحابها بمن فيهم السياسيون، وسرب قرارات اتخذها ومذكرات توقيف أصدرها، كما تعمد تسريب أسماء الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية إلى وسائل الإعلام، وهو ما تسبب بحملة إعلامية داخلية وخارجية تأثر بها البيطار وخضع لها». وأشار المدعون إلى أن المحقق العدلي «اعتمد الانتقائية في الاستجوابات والملاحقات، بحيث لم يستدع الرؤساء والوزراء والقادة الأمنيون والقضاة والإداريون الذين علموا بدخول نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، كما أنه تلقى دعماً من جهات خارجية لمآرب سياسية، حيث أعلن الكونغرس الأميركي دعمه للقاضي البيطار، وتمسكه به وبآليات التحقيق التي يعتمدها».
واعتبرت المحكمة في حيثيات القرارات الثلاثة التي أصدرتها، أن «مسألة الارتياب المشروع، هي من الأهمية بصورة لا يمكن إسناد أسبابها إلى ما يمكن أن يُسمع أو يُشاع، ولا يمكن التعويل على ما يصدر عن أي طرف في الدعوى». وشددت على أنه «لا شأن للمحقق العدلي بكل التصريحات التي تصدر من هذه الجهة أو تلك، ولا بالتحليلات الإعلامية لاستنتاج انحيازه». وخلصت المحكمة إلى قبول دعاوى الرد في الشكل وردها في الأساس، وتضمين المدعين الرسوم والنفقات القانونية.
مع العلم أن البت بالدعاوى الثلاث ليس نهاية المطاف، فهناك حوالي 15 دعوى أخرى مرفوعة ضد البيطار أمام غرف التمييز تطلب تنحيته عن الملف، وما زالت قيد التبليغ لفرقاء القضية، لكن الجانب الأكثر تعقيداً فيها، يكمن في الدعاوى التي أقامها سياسيون ضد البيطار أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وضد رئيس محكمة التمييز القاضي ناجي عيد المكلف بالبت بدعاوى ضد البيطار، إلا أن تعطيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز بفعل تجميد التشكيلات القضائية سيطيل زمن التعطيل وتعليق التحقيقات لأمد غير محدد.
أخبار ذات صلة
محليات
هل يُقال بيطار من منصبه؟
أبرز الأخبار