وتوازيا تتزايد مؤشرات الفراغ الرئاسي، وتعقيداته تتفاقم وآخر الابداعات المطروحة، تشكيل هيئة خبراء دستوريين يمثلون الطوائف كافة لاستنباط اجتهادات بنتائج الطعون النيابية، وهل يحل المرشح الطاعن محل النائب الذي قبل الطعن بنيابته، ام ان الامر يتطلب اجراء انتخابات فرعية، يمكن ان تشكل مدخلا للمزيد من الاعاقة للاستحقاق الرئاسي. وقد اعتبر باسيل امس، ان نتيجة الانتخابات النيابية جعلت من تياره اكبر كتلة نيابية، واكبر حزب حصل على الاصوات، بين الطوائف كلها.

اما عن التفاوض في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، فقد اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على فصل هذا الملف عن الاتفاق النووي مع ايران، من دون الاشارة الى علاقة هذا الملف بتعقيدات تأليف الحكومة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية.وقال: اذا جاء الوسيط الاميركي واعطى للدولة اللبنانية ما تطلبه، رايحين على الهدوء، سواء وقع الاتفاق النووي او لم يوقع، لأن هناك من يفترض انه في حال عدم توقيع الاتفاق النووي حزب الله والمقاومة سيأخذون البلد الى التصعيد، هذا كمان قلة عقل، سواء وقع الاتفاق النووي او لم يوقع، اذا لم يعط للدولة اللبنانية ما تطالب به، فنحن ذاهبون الى التصعيد.

مصادر سياسية رأت في كلام نصر الله، هذا، ردا غير مباشر على الهواجس التي كان طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امام موفدي الحزب اليه، حسين خليل ووفيق صفا، حيث سألهما جنبلاط عما اذا كانت هناك ابعاد ايرانية لعملية التصعيد من جانب الحزب، عبر ارسال الطائرة المسيرة فوق حقل كاريش النفطي.

ولاحظت المصادر تسخيف نصر الله لهذه الهواجس في اطلالته مساء الجمعة في احتفال وضع حجر الاساس، لتحويل معسكر «جنتا» للتدريب في بعلبك الى معلم سياحي، حيث قال: يوجد اناس عقولهم تظهر كبيرة، فإذا وضعوا العين على مؤتمر فيينا فلا بأس، لكن يجب ان تكون عين اللبنانيين على كاريش وعلى الحدود الجنوبية وعلى الوسيط الاميركي هوكشتاين الذي لايزال يضيع الوقت.

مسألة الوقت، تتصل بالتوقيت الذي حدده حزب الله لاتفاق الترسيم، ضمن مهلة بدأت في 16 اغسطس وتنتهي في 2 سبتمبر، والا يبدأ بعدها التصعيد، وهنا مكمن المخاطر التي حملت جنبلاط على التحرك باتجاه حزب الله مستوضحا وناصحا، وهو يرى كما تقول المصادر المتابعة، ما حل بالقيادة العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي التابعة مباشرة للحرس الثوري الايراني في غزة.