08-04-2022
لكل مقام مقال
محمد الحسن
صحافي لبناني
في الواقع ..
لم يحصل ذلك من باب الصدف فلا المؤسسة الدولية سارعت أو تسرعت ولا العرب استفاقوا في خضم ليالي رمضان وقد رأوا في نومهم ضرورة العودة إلى لبنان .
لقد تمكن لبنان بعد مخاض من تحقيق ذلك ، وان يكن من قول واقعي فذاك الذي يشير الى ضرورة انتظار ما بعد . وبديهي القول ان الترقب ليس لارانب تخرج من قبعات المليارات القليلة التي سيسددها البنك الدولي ولا للمن والسلوى الذي سيحمله العرب . فالمعترك الان محلي ومسؤولياته أكبر.
دوليا
صحيح ان المجتمع الدولي سيبادر بعد الاتفاق إلى خطوات متلازمة مع الاصلاحات في الداخل التي تمسك بها البنك الدولي وقد يدعم الشعب وربما يعيد النظر في أدائه مع الدولة ، إلا أن مسيرة كسب الثقة مجددا محفوفة بالمخاطر فما مر على لبنان خطير ، والمجتمع الدولي عبر مرارا عن مواقفه المتوترة المؤسفة الاسفة .
اليوم تمكنت حكومة مدور الزوايا في الداخل والخارج ، حكومة نجيب ميقاتي الثالثة، من كسر حاجز أساسي، وعبدت الطريق نحو علاقة مبدئية مالية مع العالم ، ويحتاج لبنان كي يؤسس لاعادة صيانة الطريق بجد وثبات وتلافي الأخطاء والاقلاع عن نمط التذاكي في أداء بعض المعارضة سواء منها الناشطة في الداخل أو تلك التي تشيطن في اوروبا وغيرها في محاولة لتفسير الماء بالماء .
ليس هينا الاستمرار في كسب ثقة العالم ، وكان من الصعوبة بمكان ان تنجز الحكومة ذلك في ظل التشكيك والتأكيد ان لا اتفاق ممكن وأن الرحلة بعد طويلة ، ولكن وفي كل الأحوال يحتاج لبنان للعبور نحو استعادة المبادرة ، صحيح هي مهمة الحكومة ولكن على البعض في لبنان ان يتوقف عن التذاكي والحذاقة ، وربما ينفع هذا البعض التذكير بأن الجميع في لبنان مكشوفون أمام المجتمع الدولي وهذا أساسي، أما أمام اللبنانيين فلا مجال للحديث عما يقال .
طبعا ثمة خطوات مالية وسياسية وعملية يحتاجها البلد والعمل على تثبيت الفوضى الغالبة ماليا وعلى مستوى سعر الصرف ، وثمة حاجة للبناء على أرض ثابتة وبعيدا من التفنيص اللبناني المعتاد، ثم لا بد من امساك الواقع الاقتصادي بيد عملية بعيدا من رمي الكرة على الحكومة من باب رمي المسؤوليات.
ثم عربيا
المسألة ليست عادية فالعرب في لبنان بعد جهد بذل وبعد أداء اعتمدته الحكومة اقله في مجال ملاحقة ومحاصرة تهريب المخدرات ، و لبنان يحتاج للحفاظ على مكتسب عودة العرب فمن اتخذ قرار الخروج والعودة يمكنه ان يتخذ قرارات مشابهة، والكرة الان في حضن اللبنانيين.
لقد حقق لبنان في سياق لافت بنفسه ما يراد له ان يكون وهي المرة الأولى التي ينجز لبنان مهماته بالطريقة هذه ، ومسار الخروج من الأزمة يحتاج الى أداء افضل على نفس النهج .
واذا قدر لحكومة نجيب ميقاتي أن تحقق هذه القدر من الهمة فيمكن للدولة بتكاتف لبناني ان تلج باب النجاح في معالجة الأزمة .
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار