11-02-2022
مقالات مختارة
في 14 شباط 2005، وفيما كان موكب رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عائدا من مقر مجلس النواب في ساحة النجمة في وسط بيروت، دوى انفجار ضخم استهدفه لدى وصوله قبالة فندق سان جورج على الطريق الساحلي ادى الى استشهاده وعدد كبير من المواطنين ، ولم يكن يومها في السلطة.
بعد 17 عاماً على اغتياله، لا يزال اللبنانيون يتذكرون تفاصيل اليوم المشؤوم الذي غيّر مسار البلاد وصولا الى قعر الهاوية الذي تقبع فيه راهنا وقد تحول الازدهار الذي اراده وعمل لاجله الى انهيار شامل، والاستثمار الى فراغ مع "تهشيل" المستثمرين، لا بل انتقل البلد كله من محور العروبة الذي لطالما رفده بالمساعدات الى محور الممانعة والمقاومة الذي يمعن في اغراقه في وحول الفشل حتى جهنم .
تيار "المستقبل" الذي أسسه الرئيس الشهيد يحيي الذكرى هذا العام ، وهو للمصادفة قرر ايضا البقاء خارج السلطة، بقرار من رئيسه سعد الحريري الذي اعلن تعليق المشاركة في الحياة السياسية، وعزوفه عن الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة لاقتناعه بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني"، وذلك في خطاب مصارحة لجمهور المستقبل وللبنانيين الذين استذكروا عبارات والده بعيد انتقاله من السلطة الى المعارضة. فكيف ستمر الذكرى هذا العام؟
نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش يكشف لـ"المركزية" "ان على الصعيد الرسمي وكرئاسة تيار المستقبل ستقتصر المناسبة على وقفة أمام الضريح فقط، وستتم الاحتفالية بأبسط الأمور، وقفة على الضريح فقط".
وهل ستُلقى كلمات في المناسبة؟ يقول علوش: "لا شيء محسوما في هذا الموضوع انما حتى الساعة لا كلمات أو خطابات"، مؤكداً ان الرئيس سعد الحريري سيكون مشاركا. ولكنه على الارجح لن تكون له كلمة في المناسبة".
ويلفت علوش الى "ان الرئيس رفيق الحريري لم يكن حدثا معزولا، ونحن نحصد اليوم مساوئ غيابه، ويوما بعد يوم نفهم ما كان يمثله رفيق الحريري بالنسبة لاستقرار لبنان. فهو كان اول شهيد سقط في المواجهة مع المشروع الايراني للبنان والمنطقة".
وفي سياق متصل، بدأ أنصار تيار "المستقبل" ومحبو الرئيس بالتحضيرات اللوجستية، مستذكرين الرئيس الشهيد ورافعين اليافطات والصور.
ففي صيدا، بدأت الاستعدادات لإحياء الذكرى، حيث رفعت صورة كبيرة للرئيس الشهيد في ساحة النجمة وسط المدينة مرفقة بعبارة "لرفيق... لن نسامح ولن ننسى" بتوقيع "أبناء صيدا الأوفياء". كما رُفعت في عدد من ساحات ومستديرات وسط صيدا وشمالها، بمبادرة من بعض أبناء المدينة، لافتات تحمل صورة الشهيد الحريري.
وجاء في بعضها "رح تبقى صيدا لرفيق الحريري... قلعة وفا... لأهل الوفا"، " 17 سنة وبعد... صيدا مع رفيق وسعد"، "الرئيس الشهيد رفيق الحريري... سيبقى نهجك ومسيرتك الوطنية شاهدا للأجيال" و"رفيق الحريري... معك لتخلص الدني".
وهنا يشير علوش الى ان الامر طبيعي لأن الناس تعتبر رفيق الحريري شهيدها وفقيدها الشخصي بغض النظر اذا كان تيار المستقبل سيقوم بأي احتفال رسمي او لا".
ويختم: "رفيق الحريري بقي في لبنان واستشهد على ارضه بالمواجهة ونحن علينا ان نصمد ونصبر ونأخذ العبر والا نتخلى عن بلدنا، تماما كما فعل الرئيس الشهيد".
أخبار ذات صلة
من دون تعليق
بهاء الحريري "ما خصّه" بذكرى ١٤ شباط... و"سعد" راجع!
مقالات مختارة
ماذا بعد 14 شباط؟
أبرز الأخبار