09-12-2021
عالميات
يهيمن الملف النووي الإيراني على الزيارة التي يجريها كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، ديفيد بارنيع، إلى العاصمة الأميركية، واشنطن.
وتشمل الزيارة لقاءات مع وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين، لويد أوستين وأنتوني بلينكن، وتتناول أحدث المعلومات الاستخبارية حول منشآت طهران وكذلك الخطة "ب" حال فشل مفاوضات فيينا.
وتأتي زيارتي غانتس وبارنيع، بعد سلسلة من الدعوات الإسرائيلية للإدارة الأميركية بالانسحاب من المفاوضات مع إيران وفرض عقوبات أشد صرامة عليها والتلويح بالعمل العسكري ضدها.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن غانتس وبارنيع يأملون في إقناع الولايات المتحدة بتجنب العودة إلى اتفاق عام 2015، ورفض اتفاق مؤقت جزئي، وعوضا عن ذلك يسعى الرجلان إلى أن تفرض واشنطن عقوبات أكثر صرامة وتلوح بخيار عسكري، فضلا عن دعم الجهود الإسرائيلية لإحباط طموحات طهران النووية.
واستؤنفت في 29 نوفمبر الماضي في فيينا، المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، التي بدأت في أبريل الماضي، قبل أن تتوقف في يونيو، بعد انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، غير أن المفاوضات توقفت مجددا الجمعة، وعادت الوفود إلى عواصمها لدرس المقترحات الإيرانية وسط حديث عن استئنافها الخميس.
وأعرب الأوروبيون عن "خيبة أملهم وقلقهم" إزاء المطالب الإيرانية، وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة" خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو، منددين بـ"الخطوة إلى الوراء".
ما الهدف من الزيارة؟
وفي مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، الأحد الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: "لقد عاد وزير الخارجية من سلسلة لقاءات عقدها في أوروبا لمناقشة هذا الشأن، على أن ينطلق خلال الأيام القليلة المقبلة وزير الدفاع ورئيس الموساد إلى واشنطن لمتابعة هذه القضية".
وأضاف: "هدفنا الآن هو استغلال نافذة الوقت التي تشكلت بين الجولات لنقول لأصدقائنا في الولايات المتحدة إنه حان الوقت المناسب لاستخدام سلة أدوات مختلفة أمام التقدم الإيراني فائق السرعة في مجال التخصيب".
أحدث المعلومات الاستخباراتية
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن زيارة رئيس الموساد إلى واشنطن "تأتي على خلفية استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وبعد تقديم تعهد شخصي وغير عادي هذا الأسبوع بأن الموساد سيضمن عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، حيث يتوجه إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن".
وأوضحت الصحيفة أن "بارنيع سيطلع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على أحدث المواد الاستخباراتية التي يحملها معه من وثائق ومعلومات حول منشآت نووية سرية".
بدورها، وصفت صحيفة "هآرتس" زيارة رئيس الموساد بـ"هامة للغاية"، موضحة أنها بتكليف رسمي من رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وأضافت الصحيفة: "سيحاول بارنيع إقناع محاوريه بعدم المضي قدما في التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران، وتعبئة المجتمع الدولي لفرض عقوبات قاسية من شأنها أن تجبر إيران على الانسحاب من برنامجها النووي".
القبة الحديدية
ووفق "هآرتس"، فإن زيارة غانتس ستناقش أيضا إعادة تسليح الولايات المتحدة لمنظومة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ قصيرة المدى "القبة الحديدية"، بقيمة مليار دولار، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد استنزفها خلال الحرب الأخيرة على غزة في شهر مايو الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية "منزعجون" من تأخر إدارة بايدن في الحصول على موافقة الكونغرس على مساعدة أمنية إضافية لصواريخ القبة الحديدية والذخائر الأخرى، وتعطل الوعد بمليار دولار.
أمن إسرائيل القومي
المحلل الإيراني، أميد شكري، قال إن إسرائيل دأبت على مراقبة برامج إيران النووية والصاروخية ودائما ما تؤكد على أن "امتلاك طهران للقنبلة الذرية يهدد بشكل مباشر أمنها القومي".
وأضاف شكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية وأمن الطاقة في مركز "تحليلات دول الخليج" (مقره واشنطن)، أنها ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الموساد إلى واشنطن.
ففي يونيو، قام المسؤولان الإسرائيليان بزيارة مماثلة ناقشوا خلالها قضايا أمنية مهمة في الشرق الأوسط أبرزها برنامج إيران النووي وسلوك طهران غير اللائق في المنطقة حيث إنه لطالما اعتقدت إدارة بايدن أن أمن إسرائيل يظل خطًا أحمر لواشنطن.
وأوضح أنه مع عدم نجاح المحادثات النووية السابعة الأسبوع الماضي، ومعارضة جميع الدول لمقترحات إيران، تأمل طهران الحصول على المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة وتضغط من أجل رفع جميع العقوبات المفروضة على برنامجها النووي.
وأشار إلى أن هناك حراكا عاما قبيل بدء جولة جديدة من المحادثات، حيث ازدادت الاجتماعات الدبلوماسية في المنطقة وفي الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "نائب وزير الخارجية الإيراني (رئيس الوفد) علي باقري كاني التقى قبل مسؤولين كبار في موسكو بشأن استمرار المحادثات النووية، ومن الطبيعي أن تبذل إسرائيل جهودا دبلوماسية قبل بدء جولة جديدة من المحادثات للتأثير على نتيجة المحادثات حتى لا تعرض أمنها القومي للخطر.
وحول الخطة "ب"، قال شكري إن إسرائيل ستؤكد ضرورة أن تكون الدول الغربية المشاركة في الاتفاق النووي مع روسيا والصين مستعدة للضغط على إيران، سواء دبلوماسيا أو اقتصاديا أو سياسيا إذا فشلت المحادثات.
وأضاف: "إسرائيل ليست متفائلة بنتيجة محادثات فيينا وخلال السنوات الأخيرة، كان هناك العديد من الهجمات الإلكترونية على المنشآت النووية الإيرانية، وفي بعض الحالات يتم إلقاء اللوم على إسرائيل في الهجمات، وسيدعو غانتس حكومة بايدن إلى اتخاذ موقف أقوى ضد إيران".
أخبار ذات صلة
محليات
الحزب على أعتاب انتصار جديد
مقالات مختارة
الاميركيون مؤيدون للتفاوض مع ايران: بايدن ماض في "فيينا"
مقالات مختارة
الشغور الرئاسي الطويل يؤدي الى مجلس نيابي جديد
مقالات مختارة
خطران على لبنان
أبرز الأخبار