08-10-2022
مقالات مختارة
|
المركزية
يبدو ان خيار التفاوض الذي ينتهجه الرئيس الاميركي جو بايدن مع ايران، سيستمر في المرحلة المقبلة. فبعد ان كانت خشية البعض في المنطقة والعالم كبيرة من ان تؤدي الانتخابات النصفية التي ستشهدها الولايات المتحدة قريبا، الى القضاء على هذا النهج "الدبلوماسي" الاميركي، أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه منذ ايام قليلة بأنّ القسم الأكبر من الأميركيين يدعمون الدبلوماسية مع إيران لاحتواء برنامجها النووي.
وأظهر استطلاع تجريه سنوياً مؤسسة "يوراسيا غروب فاونديشن" أنّ نحو 79 بالمئة من الناخبين الأميركيين يعتقدون أنّ الولايات المتحدة "يجب أن تواصل السعي من خلال المفاوضات لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي أو تطويره في المستقبل القريب". لكنّ الاستطلاع أظهر أنّ نحو 72 بالمئة من الجمهوريين يؤيّدون الدبلوماسية النووية مع إيران. ولم يسأل الاستطلاع عن تفاصيل محدّدة في الاتفاق. واستطلعت "يوراسيا غروب فاونديشن" 2,002 بالغاً أميركياً في الفترة الممتدة ما بين 2 و8 أيلول. وقد بيّن الاستطلاع عينه ارتفاعاً في نسبة الأميركيين المؤيدين لاستخدام القوة لطرد القوات الروسية إذا غزت إحدى دول البلطيق المنضوية في حلف شمال الأطلسي، حيث وافق 65 بالمئة تقريباً على ذلك، مقارنة بأقلّ من 50 بالمئة عام 2021، على الرغم من أنّ الدعم كان مرتفعاً أيضاً في السنوات السابقة.
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذا الاستطلاع وإن كان محدودا ولم يستطلع مئات الالاف، إلا انه يشكّل عيّنة عن النَفَس الاميركي وخياراته الميالة الى السلم والمفاوضات في هذه المرحلة، لا الى الحروب والمواجهات العسكرية.
والاهم، تتابع المصادر، أن هذه الأرقام سيستخدمها بايدن كي يمضي قدما في سياساته، وقد أتت لتزيل من امامه، ولو جزئيا طبعا، عقبة إرضاء الشارع التي كان يخشاها في الأشهر الماضية خاصة في ظل تعثر المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الذي ابرم بين ايران والغرب، عام 2015. فهو بعد هذه النتيجة، سيستمر في مسار مفاوضة ايران، الا انه لن يقدّم لها التنازلات او الهدايا المجانية، بل سيتمسّك بشروطه كاملة لانعاش الاتفاق العتيد. هذه العملية قد تعني ان فيينا ستبقى متعثّرة في الوقت الراهن وان المحادثات قد لا تؤتي ثمارها قريبا، وانها قد تحتاج اسابيع واشهرا، لكن لا بأس، بما ان الاميركيين يبدون راضين بهذا النهج ولا يرون فيه ضعفا، اي أنه لن يشكّل تهديدا لشعبية بايدن والادارة الاميركية الديموقراطية في الانتخابات المقبلة.
تبقى معرفة كيف يمكن ان تتصرف ايران بعد ان تدرك ان بايدن لن يتشدد معها عسكريا وان الاخير، رغم شروطها العالية وخرقها السقوف النووية في معاملها، مستمر في مفاوضتها مع "بعض العقوبات" الا انه لن يستخدم الذراع العسكرية ضدها، تختم المصادر.
أخبار ذات صلة
عالميات
اسرائيل ردت على ايران..
أبرز الأخبار