15-07-2021
لكل مقام مقال
ريتا رعد
<p>اجازة في الصحافة من الجامعة اللبنانية</p>
دولتي فعلت هذا. دولتي فجّرت عاصمتها بشرًا وحجرًا. دولتي أبادت شعبها يتّمت أطفالًا ورمّلت زوجات وكسرت أمهات وآباء وتركت آلاف الشهداء الأحياء ينزفون. مزّقت شرّدت شرذمت عائلات ورغم هذا المشهد الدّموي الذي هزّ العالم فحكّام العار لم يُحرّك لهم جفن وهم لا يزالون يتمسّكون بحصانات ومراكز سُلِبت منهم شعبيًّا فباتوا مجرمين قتلى أيديهم ملطّخة بالدّماء. كيف لهم أن يناموا وعائلات فقدت طعم النّوم من سنة كيف لهم أن يهربوا من دعوات المفجوعين كيف لهم أن يهربوا من عدالة السّماء؟
انفجار ٤ آب أسقط ورقة التّوت عن كلّ من خطَّط نفّذ يسّر أو ستّر عن هذه الجريمة النّكراء.
شهداء يُدفنون يوميًّا لأن القتلى يرقصون على دماءهم.
فلهؤلاء المجرمين السّفاحين أقول: غُفرت لكم سرقاتكم وأنانيّتكم وبطشكم ما قبل ٤ آب لأنَّ ما بعده ليس كما قبله. فالأمهات الثّكالى اللواتي خسِرن أرواحهنّ يعشن فقط لمحاسبتكم وإن لم يتمكّن القضاء من تجريمكم وإنزال عقوبة الإعدام بحقكم فهنّ سيقتلعن أرواحكم بأيديهن لأنهنّ خسرن الغالي والنّفيس. فخافوا من ثورة المفجوعين من البركان الذي يسكن كلّ أب وأم وطفل وزوجة وأخ وأخت وجدّ وجدّة. هذا البركان الذي سينفجر في وجوهكم لا محالة وستتذوقون نفس العلقم الذي تذوقوه، عندها ستعرفون ما معنى العيش في جهنّم التي لم تطأها أقدامكم بعد وستتمنّون الموت ألف مرّة ومرّة.
فلا حرس ولا مواكب ولا حصانات ستحميكم من مصيركم الأسود المُحتّم الذي رسمتموه ببرودة أعصاب ظنًا منكم أنكم الأقوى والأذكى.
فكلّ دمعة سُكبت على غالٍ فُقِد أو أصيب بإعاقة ستبكونها أنتم بمرارة وحسرة وألمٍ على أنفسكم ولا شيء سيمنع عائلات الشّهداء والضّحايا من الانتقام الأعمى وهذا اليوم بات وشيكًا . فترحّموا على أنفسكم لأنكم لن تجدوا من يترحّم عليكم.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
بعد ثلاث سنوات... المنظومة تُعيد لبنان إلى العزلة
أبرز الأخبار