مباشر

عاجل

راديو اينوما

عوده: ارحموا البلد وأبناءه...

23-05-2021

محليات

None

ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده عظة الأحد، فأكّد أنّ "سَــنَـــوات طِـــوال مرّت والـــبـــلـــد يــتــخــبّــطُ فـــي مــشــاكــلِــه ومـــآســيــه، والــشَّــعـــبُ مَــشــلـــولٌ، يَـــدعَـــمُ فُــقـــدانَ الأَمَـــلِ بِــحُــجَـــجٍ يَــظُــنُّــهـــا مَــنــطِــقِــيَّـــةً، كَــفِــكـــرَةِ أَنَّ هـــذا الـــزَّعــيـــمَ أو ذاكَ الــمَــســـؤولَ سَــيَــنــتَــشِـــلُ الــبِـــلادَ مِـــنَ الـــوَضـــعِ الأَلــيـــم، والـــوَضـــعِ الَّـــذي لا يَـــزالُ عــلـــى حالِـــهِ مُــنـــذُ عُــقـــود"، وتابع: "يــتــنـــاســـون أَنَّــنـــا، فـــي لُــبــنـــان، لَــيـــسَ لَــنـــا إِنــســـانٌ يَـــرمــيــنـــا فـــي بُــقــعَـــةِ ضَـــوءٍ مَــتــى حَـــلَّ الــظَّـــلام"، مشيراً إلى أنّ "زمــن الــهــامــاتِ ولّـــى وأصــبــح كُـــلُّ مَــســـؤولٍ يَــبــحَـــثُ عَـــن مَــصــلَــحَــتِـــهِ الــخـــاصَّـــة، أَمَّـــا مَــصــلَــحَـــةُ الــشَّــعـــبِ الــمُــقــيـــمِ، أو الــمُــهـــاجِـــرِ بِــسَــبَـــبِ عَـــدَمِ مَــســـؤولِــيَّـــةِ الــمَــســـؤولــيـــن، فَـــلا أَحَـــدَ يَــهــتَـــمُّ بِــهـــا".

وإذ أكّد أنّ "الشلل الفكري وصل بــالــقــيّـمــيــن عــلــى الــبــلادِ إِلـــى حَـــدِّ الــمَـــسِّ بِــلُــقــمَـــةِ عَــيـــشِ شَــعـــبٍ هَـــرَبَ مِــنــهُـــم وَالــتَــجَـــأَ إلـــى بُــلـــدانٍ شَــقــيــقَـــةٍ لــيــعــيــشَ ويُــعــيـــلَ مَـــنْ بَــقِـــيَ مِـــنْ ذَويـــهِ فـــي لُبنان"، أشار إلى أنّه "لَـــوْ كـــانَ مَــســـؤولـــونـــا مُــتَــحَـــرِّريـــنَ مِـــنَ الــتَّــخَــلُّـــعِ الــعَــقــلِـــيّ، لَــتَــعَــلَّــمـــوا مِـــن بعض الــدُوَلِ الــمــحــيــطــةِ التي سـبـقـتـنا كــيـفَ يُــعَــمِّــرون بــلــدَهــم ويُــحَــوِّلــونَــه إلــى مــنــارةٍ فــي الأخــلاقِ والــعــمــرانِ والاقــتــصــادِ والســيـاحــة، وكَــيـــفَ يَــجــعَــلـــونَ مِـــنْ لُــبــنـــانَ بَــلَـــدًا مُــحــتَـــرَمًـــا، يــحــتــرمُ أبــنــاءَه الــذيـــن يــعــيــشــون حــالَـــةَ شَــلَـــلٍ دائِـــمٍ فـــاقــتْ سَــنَـــواتِ الــمُــخَــلَّـــعِ الــثــمــانـــي والــثَّـــلاثــيـــن، ويــحــتَـــرِمُ نَــفــسَـــهُ أولاً ولا يــتـــرُكُ أيَّ مَــجــالٍ، لأيٍّ كـــان، كـــي يَــنــتَــهِــكَ كـــرامــةَ الــبــلَــدِ وأبــنـــائـــه، كــمـــا حــصـــلَ مـــؤخــراً مــع الــمـــواطِــنــيـــن الــســوريــيــن النـازحـيـن إلــى لــبــنـــان هَــرَبــاً مــن بِــلادِهــم، الـذيــنَ جابوا الشوارعَ مُــسْـــتَـــعْـــرِضين عَــلَــمَ بِــلادِهــم وصُــوَرَ رئــيــسِــهــم، الــذي أعـــادوا انــتــخـــابَـــهُ، تــحـــت أنــظــارِ الــمــســؤولــيــن والــمــواطِــنــيــن"، متسائلاً: "هل يــقــبَــلُ إخــوانُــنــا السوريـون أو غــيــرُهم من الإخــوةِ العَـرَبِ أو الأجـانِـب أن يجــوبَ لبنانيونَ شوارعَ مُــدُنِهم مُــنــشِـدينَ ما يــسـتـــفِــــزُّهم، ورافــعــيــنَ رايةَ بــلــدِهــم؟".

 

 

 

وأكمل، في عظته: "إِلـــى مَــتـــى يُــهـــانُ شَــعــبُــنـــا مِـــنْ مَــســـؤولــيـــه؟ حَــتَّـــى مَــتـــى يَــعــيـــشُ أَهــلُــنـــا فـــي قَــلَـــقٍ دائـــمٍ غَــيـــرَ عــالِــمــيـــنَ مَــتـــى يَــتَـــزَعـــزَعُ إِســتِــقـــرارُهُـــم بــســبــب انــفــجــارٍ يــدمّــرُ حــيــاتَــهــم، أو بــســبــبِ شــلِّ مــؤســســاتِــهــم وســـرقـــةِ مــدخـــراتِــهـــم، أو بِــسَــبَـــبِ غــريــبٍ أو جـــارٍ يُــضــمِــرُ لــهــم الـحِــقــدَ والــشــر، أو بِــســبــبِ تَــصـــريـــحٍ مِـــنْ هُــنـــا ومَـــوقِـــفٍ مِـــنْ هُــنـــاك؟ تُــرى هــل كــنــا بــحــاجــةٍ إلــى الــخــضــةِ الــديبــلــومــاســيــةِ الــتــي أوقــعَ لــبــنــانَ فــيــهــا مــن يُــفــتَــرَضُ بــه أن يــكــونَ رأسَ الــديبــلــومــاســيــةِ والأكــثــرَ ديبــلــومــاســيــةً؟ هــل نــحــن بــحــاجــةٍ إلــى مــزيــدٍ مــن الــعــزلــةِ عــن الــعــالـــمِ وعـــن مــحــيــطِــنــا الــذي اســتــقــبــلَ أبــنــاءَنــا حــيــن هـــجّـــرَهـــم مــا أوصــلــهــم إلــيــه الــزعــمــاءُ والــمــســؤولــون؟ وهــل يــجــوزُ أن يــنــقــادَ المــســؤولُ بــانــفــعــالِــه؟".

 

 

 

ورفع الصوت: "ارحــمــوا الــبــلــدَ وأبــنــاءه وحـــافــظــوا عــلــى مــا تــبــقــى مــن تــلــك الــصــورةِ الــنــاصــعــةِ الــتــي كـانــت لــلــبــنــان. فــوضــى وانــهــيــارٌ وإخــفــاقــاتٌ وســقــطــاتٌ وتــعــطــيــلُ مــؤســســات"، متسائلاً: "هــل هــذا هــو لــبــنــانُ الــذي عــرفــنــاه وعــرفَــه آبــاؤنا؟ تــتـــراكــمُ الأزمـــاتُ ولا أحــدَ يــتــحــمّــلُ الــمــســؤولــيــةَ أو يــحــاولُ إيــجــادَ الــحــلــول. إلــى أيــنَ تــأخــذون الــبــلــد؟".

 

 

 

وإذ ترحّم على "رجــال الــدولــةِ الــكــبــار الــذيــن صــنــعــوا مَــجــدَ لــبــنــان، وبــنــوا مــؤســســاتِــه، ودعّــمــوا أُسُـــسَ ديــمــوقــراطــيــتــهِ، واحــتــرمــوا دســتــورَه، وعــرفَ كــلُّ واحــدٍ مــنــهــم حَــدَّه فــوقــفَ عــنــده. والــقــامــاتِ الــتــي صــنــعــتْ لــلــبــنــانَ ديبــلــومــاســيــةً رائــدةً تــعــكــسُ صــورتَــه ووجــهَــه الــحــقــيــقــي، وجــهَ الــدولــةِ الــديــمـوقــراطــيــةِ الــمــتــقــدِّمــةِ الــراقــيــةِ الــمــنــفـــتــحــة، وجــهَ الــدولــةِ الــمــتــعــدّدةِ الأديـــان، الــمــؤمــنــةِ بــالــحــوار، تــلــك الــتــي لــعــبــتْ دورَ الــوســيــطِ بــيــن الــمــتــخــاصــمــيــن ونــجــحــتْ فــي تــقــريــبِ الــمــتــبــاعــديــن، وشــكّــلــتْ جــســرَ تــواصــلٍ بــيــن الــشــرق والــغــرب"، تساءل: "أيــن نــحــن مــن كــلِّ هــذا وقــد نــشــبــتْ الــخــلافــاتُ بــيــن حــكّــامِــنــا والــمــســؤولــيــن، وهُــدرتْ ثــرواتُ الــبــلــد وأمــوالُ الــمــواطــنــيــن، وســقــطــتْ الــقــيــمُ والمــبــادئُ والــقــوانــيــن، فــإذا الإبــتــزازُ الســيــاســي ســيــدُ الــمــوقـــف، والــمــنــفــعــةُ الــخــاصــةُ تــعــيــقُ الإصــلاحــاتِ الــضــروريــة، وشــبــقُ الــســلــطــةِ والــنــفــوذ يــعــطّــلُ تــألــيــفَ حــكــومــةٍ نــحــن بــأمــسِّ الــحــاجــةِ إلــيــهــا كــي تــتــخــذَ الــتــدابــيــرَ الــضــروريــةَ لــيــســتــقــيــمَ الــوضــع".

 

 

 

وأكّد: "نــحــن بــحــاجــةٍ إلــى دمٍ جــديــد، إلــى أشــخــاصٍ إصــلاحــيــيــن يــضــعــون نــصــبَ أعــيــنِــهــم مــصــلــحــةَ الــبــلــدِ وخــلاصَـــه لا مــصــلــحــتَــهــم ومــصــلــحــةَ أبــنــائــهــم. نــحــن نــفــتــقــرُ إلــى الــقــرارِ الــشـــجــاعِ مــمّـــن هــدروا الــوقــتَ والــمــالَ وعــادوا بــلــبــنــان إلــى الــوراء وأوصــلــوه إلــى مــا وصــل إلــيــه وأخــفــقــوا فــي كـــلِّ مــا قــامــوا بــه"، مشيراً إلى أنّه "حــتــى الــكــارثــة الـتــي حــلّــتْ بــبــيــروت وأهــلِــهــا لــم يــســتــطــيــعــوا جــلاءَ حــقــيــقــتِـــهــا، وأخــشــى أن تــكــونَ هــذه الــحــقــيــقــةُ قــد دُفــنــتْ تــحــت ركــامِ الــمــرفــأ وبــيــوتِ الــمــواطــنــيــن الــمــنــكــوبــيــن الــذيــن شُــرِّدوا ومــاتَ أبــنــاؤهــم بــســبــب الــجــشــعِ والــطــمــعِ والــتــفــرّدِ والــتــســلّــطِ وعــدمِ الــمــســؤولــيــةِ".

 

 

 

وأكّد عوده أنّ "قــوة الــحــاكــمِ تــكــمُــنُ فــي قــرارِه الــصــائــبِ الــحــكــيــمِ الــمــســتــنــدِ إلــى إرادةِ الــشــعــبِ وحـــاجـــاتِــه. هــدفُ الــســيــاســةِ خــدمــةُ الــمــجــتــمــعِ لا اســتــخــدامُــه، وعــلــى كــلِّ مــن يــتــولّـــى مــســؤولــيــةً عــامــةً أن يــكــونَ عــلــى اطــلاعٍ تــامٍ بــكــلِّ مــا يــجــري فــي نــطــاقِ عــمــلِــه، وعــلــى بــيّــنــةٍ مــن حــاجــاتِ الـــشـــعــبِ وتـــطـــلّــعــاتِــه"، وسأل: "تُـــرى هـــل يــعــي الــمــســؤولــون الــوضــعَ الــحــقــيــقــي لــبــلــدنــا؟ وهــل يُــطــلــعُهــم مــن يــحــيــطُ بــهــم مــن مــســتــشــاريــن ومــســاعــديــن عــلــى الــحــقــيــقــةِ، كــلِّ الــحــقــيــقــة؟ هـــل يُــصْـــدِقـــونَــهـــم الــقـــولَ أم يــكــتــفـــون بــكــيـــلِ الــمـــديـــحِ لــهـــم؟ هـــل يُــدرِكـــون أنــنـــا نــعــيـــشُ فـــي شِــبْــهِ عــصــفـــوريـــةٍ كـــلُّ فــردٍ فــيــهـــا يــتــكــلّـــمُ لــغــتَـــه ولا أحـــدَ يــفــهـــمُ لــغـــةَ الآخـــر؟ هـــل يــعـــون أنّ عــلــيــنـــا صُــنْــعَ قَـــدَرِنـــا بـــأيـــديــنـــا وعـــدمَ انــتــظـــارِ نــتـــائـــجِ الــمــفـــاوضـــاتِ والــمــحـــادثـــاتِ وكـــلِّ مـــا يـــجـــري حـــولَــنـــا، وعـــدمَ تــعــلــيـــقِ مــصــيـــرِ الــبــلـــدِ بـــأي عـــامـــلٍ خـــارجـــي، لأنــنـــا وحـــدَنـــا نــعـــرفُ حـــاجـــاتِــنـــا ونــســتــطــيـــعُ، إن شــئــنـــا، أو إنْ صَــدَقَــتْ الــنــيّات، مــعـــالــجــتَــهـــا؟"، طالباً "شـــيئاً مـــن الــتـــواضـــعِ والـتـضـحيةِ. مـــا يــعــقـــدُّ الأمـــورَ الــتــحــجـــرُ الــفــكـــري والــتــقـــوقــعُ والــتــعــنّـــتُ عـــوضَ الــحـــوارِ والــتـــلاقـــي. نــحـــن بــحـــاجـــةٍ إلـــى الــبــنـــاءِ بــعــيـــداً مـــن الــنـــزاعــاتِ الــمــصــلَــحــيـــة. ومـــا زِلــنـــا نُــعَـــوِّلُ عــلــى الــضـمــائــرِ الــحــيـــة والــنــيـــاتِ الــصــافــيـــة، عــلّــنـــا نــصـــل".

 

 

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.