مباشر

عاجل

راديو اينوما

خلافات بين العسكريين المتقاعدين في توقيت ملتبس

20-06-2019

مقالات مختارة

عباس الصباغ

عباس الصباغ

بعد شهر على محاولة اقتحام عسكريين قدامى السرايا الحكومية، ظهر الخلاف الى العلن بين اعضاء الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى ولا سيما بين رئيسها العميد المتقاعد مارون خريش والعميدين المتقاعدين سامي الرماح ورفعت الحلبي.

فلماذا ظهر ذلك الخلاف الى العلن، وهل هو متصل بالخلافات بين الاحزاب والقوى السياسية؟

منذ ان قرر عدد من العسكريين المتقاعدين الاعتصام امام مبنى الواردات التابع لوزارة المال في بشارة الخوري، حتى اندلعت “حرب افتراضية” بين عدد من العمداء المتقاعدين تضمنت اتهامات متبادلة بمحاباة السلطة والتراجع عن بعض الالتزامات في شأن مواصلة التحركات حتى تراجع الحكومة عن البنود “المجحفة بحق المتقاعدين وعائلاتهم”.

شعر عدد من العسكريين خلال وبعد محاولة اقتحام السرايا في 20 ايار الفائت، ان بعض قادة الحراك قد تركوهم وحيدين في ساحة المعركة خصوصاً بعد وصف المقتحمين بالغوغائيين. ذلك الخلاف المستتر ظل لشهر كامل داخل الغرف المغلقة، الى ان انفجر مع تحرك العسكريين المتقاعدين الاخير امام مبنى الواردات التابع لوزارة المال في بشارة الخوري.

 

فهيئة المحاربين القدامى التي يرأسها خريش، اعلنت انها غير معنية بذلك التحرك ورأت انه غير مجد ويجب اعطاء فرصة للمفاوضات، وفي السياق اكد خريش لـ”النهار” ان “التحرك امام مبنى الواردات يضر فقط بالمواطنين الذين يهرعون قبل نهاية فترة السماح لدفع الضرائب، وان اقفال المبنى يكبدهم المزيد من الضرائب والغرامات، وبالتالي لا يجب الاستمرار في مثل تلك التحركات وتكبيد العسكريين المتقاعدين مشقة الحضور الى بيروت من اجل تحرك لن تكون له اثار ايجابية”. ولفت الى انه مع اقفال مطار بيروت في حال كان الامر سيؤدي الى نتيجة انه “يجب اعطاء الفرصة للكتل النيابية التي وعدتنا بأنها ستصوّت ضد البنود التي تفرض علينا الضرائب”. اما عن الخلافات مع بعض العمداء فأكد انها “ستنتهي خلال اسبوع وانها لا تحمل طابعاً سياسياً”. ورفض العميد المتقاعد وضع الخلاف الراهن في خانة الخلافات بين القوى السياسية ولا سيما بين “التيار الوطني الحر” والحزب التقدمي الاشتراكي ولفت الى ان ثقته معدومة بالحكومة، وان “الثقة كبيرة جداً برئيس البلاد العماد ميشال عون”.

العميد رفعت اكد في تسجيل صوتي انه على الرغم من عدم محبته للسجالات والمناكفات فإنه رد على العميد خريش. وتابع “لكن ما حصل في الساعات الماضية استدعى الرد من قبلنا، وان خريش تناولني في تسجيل وبالتالي يجب ان نوضح بعض الامور ومنها انه لدى الدخول الى السرايا الحكومية حصل بعد تصميم شباب الهيئة بذلك الدخول، وليس هناك من يد غريبة عمدت الى تحريكنا، وكل ما في الامر انه لدى مشاهدة والدة شهيد تتعرض للاهانة عندها تحركنا، وان من دخل الى السرايا هم من الشرفاء”. واشار الحلبي الى انه ليس نادماً على ما حصل، واردف “ان الهيئة الوطنية ليست ملكاً لك وهي ليست ملك شخصي او ورثة، ولا يجب ان تتحوّل الى ذلك على قاعدة انا او لا احد”. ودعا خريش الى عدم تصنيف العسكريين وفق الانتماءات الطائفية، وذكر بمبادرات لجنة راشيا .

بدوره علق العميد الرماح على خريش مذكراً انه لم يكن يحبذ ان يخرج الخلاف الى العلن، وان الخلاف مع خريش كان بسبب التحرك قرب الناعمة واشعال اطارات لقطع الطريق، ومن ثم كان الخلاف بسبب محاولة اقتحام السرايا، وان “الامر سواء كان تصرفاً صائباً ام خاطئاً فإن مناقشته يجب ان يترك لوقت آخر، وليس ان يكتب العميد خريش بأن من حاول الدخول الى السرايا هم من الغوغائيين”. وانتقد الرماح توجيهه انتقادات قاسية لابناء الشوف خلال التحركات السابقة، وتطرق الى ما حدث في اجتماع برجا والطلب من خريش التنحي لشهرين، وان الاخير قام بردة فعل غير هادئة. واعلن الرماح ان خريش غادر الهيئة وصار لديه هيئة اخرى، وان الامر لا يجب ان يعتبر تشرذماً طالما ان الجميع سيتحرك من اجل تحقيق المطالب. وختم “لقد تركنا العميد خريش ووصفنا بالغوغائيين وتركنا في ساحة المعركة، ولدينا الكثير من الاسرار التي سنكشفها لاحقاً”.

وكانت هيئة المحاربين القدامى لفتت في بيان الى انها “أرسلت مذكرة مطلبية إلى جميع النواب أكدت فيها حقوق العسكريين، وقابلت لجان منها في كل الدوائر عدداً كبيراً منهم. وقد أثمرت جهودها في المواقف الرافضة بالمس بالحقوق من قبل الكثير من النواب وبعدد من كتلهم النيابية”.

 

ولفت إلى أنه “على الرغم من أن الهيئة لا تركن إلى مواقف هؤلاء التي قد تتغيّر بالمشاورات والتنسيق بين مختلف الكتل أو في جلسات الهيئة العامة، تعلن الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى أنها إفساحاً في المجال امام الاتصالات التى أجريناها، وتعبيراً عن حسن النية، أنها لن تشارك غداً في أي تحركات توفيراً للطاقات لئلا تضيع الجهود في المكان والزمان غير المناسبين. وتعد المتقاعدين بأنها ستكون السبّاقة إلى النزول المجدي في الزمان والمكان عندما تدعو الحاجة”.

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.