19-04-2018
مقالات مختارة
محمود زيات
محمود زيات
الحقيقة تلك تُطمئِن اخصام «التيار الوطني الحر» في جزين، ومن ابرزهم المرشح عن احد المقعدين المارونيين المحامي ابراهيم عازار، وتُطمئن ايضا اخصام «تيار المستقبل»، في صيدا، وابرزهم امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، فضلا عن انها اعطت لقوى اخرى «كالجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري مساحة من التحرك المريح، لخوض الانتخابات انطلاقا من كيان سياسي يسعيان الى تكريسها اكثر في الحياة السياسية في صيدا، بعد سنوات من «الصداقة» السياسية والانتخابية، قامت بين «المستقبل» والجماعة»، وهدوء سياسي نسبي بين «المستقبل» والبزري، هذه الفسحة التي وفرها القانون الجديد للانتخابات، تلفت اوساط متابعة، دفعت بالتموضع في لوائح وجدت فيها مصلحة لخوض الانتخابات، فيما تميز تحالف سعد - عازار بالابتعاد عن «التيارين» والالتقاء في لائحة واحدة تركز في معركتها على المقعد الواحد في صيدا والمقعد الواحد في جزين، انسجاما مع مراعاة التعقيدات الحسابية التي فرضها نظام اللائحة والحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، والابتعاد عن اي حسابات غير واقعية تُبنى على ارقام منتفخة لا يمكن الركون اليها في عالم السياسة، وان كانت ضمت لائحتهما الدكتور عبد القادر البساط عن المقعد السني الثاني ويوسف سكاف عن المقعد الكاثوليكي، فيما اُبقي المقعد الماروني الثاني في جزين شاغرا، وفق ما تلفت اوساط متابعة،
فيما ذهب «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» في طموحهما بحصة وازنة من التمثيل النيابي في الدائرة، حين شكل الاول لائحته الخاصة بثلاثة مرشحين عن المقاعد الجزينية، وهم النائبان امل ابو زيد وزياد اسود والدكتور سليم الخوري، وبتحالف صيداوي مع مرشح الجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود والدكتور عبد الرحمن البزري، كخيار انتخابي يحصن وضع اللائحة لجهة رفع الحاصل الانتخابي، بالمقابل شكل «المستقبل» لائحة ابعد عنها حلفاء الامس واليوم من القوى الحزبية، لتضم النائبة بهية الحريري ومعها عن المقعد السني الثاني المحامي حسن شمس الدين، وفضّل ترشيح ثلاثة مرشحين عن مقاعد جزين من العائلات الجزينية، وهم انجيل خوند وامين رزق عم المقعدين المارونيين في جزين وروبير خوري عن المقعد الكاثوليكي، بعد ان اطاح، او اُطيح، باي امل في التحالف مع «الوطني الحر» او «القوات اللبنانية» التي تواجه «حرب» العزل والحصار التي تُمارس عليها من قبل شريكها في «تفاهم معراب» «التيار الوطني الحر»، وحليفها في ما كان يسمى «قوى 14 آذار» «تيار المستقبل»، بتحالف انتخابي متواضع في لائحة ضمت مرشحها عن المقعد الكاثوليكي في جزين المهندس عجاج الحداد ومرشح حزب الكتائب عن احد المقعدين المارونيين في جزين جوزف نهرا والمرشح عن احد المقعدين السنيين في صيدا سمير البزري.
ويتوقف المتابعون عند ما يسميه اخصام «التيار الوطني الحر» بـ«الحملات» التي يطلقها «التيار» على المرشحين الجزينيين المستقلين، الذين انضموا الى لوائح منافسة، كلائحة «تيار المستقبل»، او اللائحة التي تجمع امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والمحامي ابراهيم عازار، على انهم مرشحون اما لـ «المستقبل» الذي يسعى الى وضع يده على التمثيل النيابي لجزين، وفق اتهامات «الوطني الحر»، واما لحركة «امل» التي تتنافس مع «المستقبل» على «مصادرة» ارادة الجزينيين!، وترى فيها محاولات انتخابية لتحريك الغرائز المتعلقة بالصراع السياسي الحاد بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار جبران باسيل، ولشد العصب الطائفي في اوساط الناخب الجزيني، في وقت يُشرِّع لنفسه ما يُحرِّمه على الآخرين، وفق ما يقول محسوبون على المرشح عازار، وقد استُخدِم اعلان الرئيس نبيه بري الذي اعلن صراحة انه يدعم لائحة تحالف عازار - سعد، انسجاما مع الصداقة السياسية التي ربطته بالنائب الراحل سمير عازار الذي كان عضوا في كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها بري، في حين يُجنِّب «الوطني الحر» «حزب الله» من «الاتهام».
وتُذَكِّر اوساط متابعة في جزين، بمشهد الاقتراع المشترك لمرشحي «التيار» في انتخابات العام 2009، والانتخابات الفرعية قبل عامين، فتشير الى ان ابراهيم عازار حصل حينها على نسبة من الاصوات اعتبرت مرتفعة وغير متوقعة من الاوساط السياسية الجزينية، وان جاءت النتيجة فوز مرشح «التيار الوطني الحر» امل ابو زيد، الذي تلقى دعما من حزب الكتائب و«القوات اللبنانية»، اضافة الى دعم «حزب الله»، من خلال الناخب الشيعي في قرى وبلدات جبل الريحان الجزيني، حينها لم يحرِّض احدٌ على مرشح «التيار» والقول انه مرشح «حزب الله»، الذي يتموضع اليوم مع شريكه في «الثنائي الشيعي» الممثل بحركة «امل» في موقع داعم لتحالف سعد - عازار، في منافسة مرشحي تياري «الوطني الحر» في جزين و«المستقبل» في صيدا.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار