02-02-2018
الانتخابات
ولعل التحدي الاكبر للحريري يكمن في اسقاط مقولة ان اعضاء كتلة المستقبل من غير السنة خصوصا من المسيحيين وبدءا من بيروت لا يمثلون واقعهم الطائفي والمناطقي خير تمثيل.
وللوصول الى تجسيد هذه الرؤية فعلا خصوصا في ظل النظام النسبي يحتاج الحريري الى تحالفات مع شخصيات قادرة على ان تردف قدرات تيار المستقبل باصوات تفضيلية تؤمن لنفسها الفوز وتزيد من معدل التصويت للائحة كاملة في الوقت نفسه.
وتشير اوساط بيروتية مطلعة الى ان ما سبق ذكره ينسحب على دائرة بيروت الثانية التي تفتقد الى عودة ابنائها المسيحيين على مختلف الصعد.
هذا وتضم هذه الدائرة 11 مقعدا: 6 للسنة واثنين للشيعة ومقعدا للدروز ومقعدا للروم الارثوذكس ومقعدا للانجيليين.
ويقترع حوالى 100 الف سني و 25 الف شيعي وفقط الف درزي.
وكان الاقتراع المسيحي بلغ عام 2009 حوالى 8000 شخص وتراهن كل الاحزاب والاطراف والشخصيات على ارتفاع المشاركة المسيحية الى اكثر من 10 آلاف مقترع بفعل انخراط الاحزاب المسيحية في هذه الانتخابات في ظل النظام النسبي الامر الذي سيشجع المسيحيين المقيمين خارج العاصمة على الاقتراع خلافا للدورات الانتخابية السابقة.
وحسب الاوساط عينها فان المؤشرات الاولية للتحالفات الانتخابية يمكن رسمها على الشكل الآتي:
من غير المستبعد ولادة 5 لوائح: واحدة لتحالف تياري المستقبل والوطني الحر والحزب الاشتراكي وثانية نواتها الثنائي الشيعي حركة امل وحزب الله اي قوى 8 آذار وثالثة لرئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي بالتحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي ورابعة للمجتمع المدني وخامسة مدعومة من وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي.
وتبقى هناك الجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش) وبعض المجموعات السنية التي لم تحدد بوصلتها الانتخابية بعد.
وتؤكد الاوساط عينها ان لائحة التحالف بين المستقبل والوطني الحر والاشتراكي تنطلق بعزم وثبات وهي تتألف من:
-عن المقاعد السنة الست: الحريري والرئيس تمام سلام ووزير الداخلية نهاد والمشنوق ورجل الاعمال الشاب عمر موصللي ومحمد خالد سنو ويرجح انضمام الاعلامية لينا دوغان.
عن المقعد الدرزي: النائب السابق فيصل الصايغ.
-عن المقعدين الشيعيين: يتأرجح الخيار بين يوسف بيضون نجل الوزير الاسبق محمد يوسف بيضون والوزير الاسبق ابراهيم شمس الدين.
-عن المقعد الارثوذكسي: الخيار محصور بين اهل البيت، أي من داخل تيار المستقبل، إذا صح التعبير، بين النائب عاطف مجدلاني، الذي عاود الحراك مؤخراً وإن بخجل، وبين عضو منسقية بيروت في التيار المحامي ميشال فلاح، الذي يُعتبر الاكثر حضوراً وحظوظاً، فيما أكدت الاوساط ان الاسماء التي سبق التداول بها، خارج هذين الاسمَيْن، لن تجد نصيبا لها في الانضمام الى لائحة الحريري والوطني الحر والاشتراكي.
-المقعد الانجيلي سيذهب الى مرشح من الوطني الحر حيث يتردد اسم القسيس ادغار طرابلسي بقوة من هذا القبيل.
اما لائحة الثنائي الشيعي فمن المرجح ان تضم النائب الاسبق امين شري عن حزب الله ومحمد خواجه عن امل ومرشحين سنة ابرزهم ابراهيم الحلبي رئيس حركة الشعب وممثلان عن حزب الاتحاد برئاسة الوزير الاسبق عبد الرحيم مراد (هشام طبارة) والعميد المتقاعد مصطفى حمدان (شخصية من آل درويش)
ويطرح السؤال حول ما اذا كانت مساعي الثنائي الشيعي ستثمر باقناع النائب الاسبق نجاح واكيم بالترشح والتحالف معهما او ما اذا كان نجله عمر هو الذي سيكمل المشوار الانتخابي معهما.
وترجح الاوساط ان يكمل عمر واكيم هذا المشوار.
وسيكون لهذه اللائحة مرشح درزي متحالف مع الوزير الاسبق وئام وهاب (يتردد اسم العميد منير شعبان) ومرشح انجيلي هو فارس سعد من الحزب السوري القومي الاجتماعي.
-اما لائحة رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي المتحالف مع الرئيس ميقاتي فهي تضم الى جانب مخزومي كلا من السيدة هدى قصقص وسعد الدين الوزان ورئيس المركز الاسلامي علي عساف (عن المقاعد السنية) والطبيب روجيه شويري، أو العميد نقولا سلوم عن المقعد الارثوذكسي، ويحكى ان صاحب مجلة الشراع حسن صبرا قد ينضم اليها، عن المقعد الشيعي،
وسيسند المقعد الدرزي الى رولا الحلبي، أو الدكتور وليد عربيد،
-لائحة المجتمع المدني ستتألف نواتها من ابراهيم منيمنة الذي ترأس لائحة بيروت مدينتي في الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة ومن الاعلامية كرمى خياط ابنة مؤسس تلفزيون الجديد تحسين خياط ومن رئيس نادي الانصار نبيل بدر وطارق عمار وسلوى الامين (المقعد الشيعي) وهاني فياض (المقعد الدرزي)
-اما لائحة اللواء ريفي فان نواتها ستتشكل بالتحالف مع الاكراد حيث يبرز اسم المحامي نبيل الحلبي (المقغد السني)
وتلفت الاوساط عينها الى ان مرشح الاحباش النائب الاسبق عدنان طرابلسي قد ينضم الى لائحة الثنائي الشيعي وتحالف 8 آذار بينما لم يتضح بعد ما ستقدم عليه الجماعة الاسلامية وهو ما ينسحب ايضا على القاضي خالد حمود والطبيب محمد بعاصيري ورجل الاعمال مصطفى بنبوك والمهندس سعد الدين خالد نجل المفتي الشهيد حسن خالد.
وبتقدير الاوساط عينها ان معركة بيروت الثانية ستضع الجميع امام المحك فالرئيس الحريري معرض للخرق في المقاعد السنية حيث تبرز لائحة مخزومي قادرة فعلا على تحقيق نتائج مهمة جدا على هذا الصعيد، حيث برز المخزومي على أكثر من مستوى، اجتماعي ، اعلامي، سياسي، وهو يشكل إحراجاً جدياً للحريري، خصوصا على صعيد التواصل الشعبي وسياسة البيت المفتوح، دون إغفال الجانب الاجتماعي والطبي، الذي يتقدم المخزومي فيه بأشواط على منافسيه،
ومن المرجح ان يذهب المقعدان الشيعيان لامل وحزب الله.
اما الاحراج الثاني الذي يواجهه الحريري فهو يكمن في امتعاض دروز بيروت الذين كانوا يفضلون ان يختار لهم النائب وليد جنبلاط شخصية درزية من العاصمة وهو كان وعدهم بذلك في الانتخابات عام 2009 الا ان شيئا من هذا لم يحصل.
وتؤكد الاوساط عينها ان المعركة المسيحية في بيروت الثانية تفرض بثقلها على الحريري الذي يبدو انه يتجه الى التحالف مع مرشحين قادرين على تأمين اعلى حظوظ الفوز.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
الخطر يداهم الإستحقاق... باريس تتحضّر لتبادر
محليات
جعجع : الثورة مستمرة!
أبرز الأخبار