21-11-2024
محليات
اشار قائد الجيش العماد جوزاف عون، في أمر اليوم الّذي وجّهه إلى العسكريّين، لمناسبة عيد الاستقلال الواحد والثّمانين، إلى أنّ "واحدًا وثمانين عامًا، هو العمر الحديث للبنان الّذي تعود جذوره إلى آلاف السّنين. نال وطن الأرز استقلاله بفضل أبنائه الّذين اتّحدوا حينها على اختلاف انتماءاتهم، تحت راية علمهم للدّفاع عن وطنهم وحمايته. كانوا أمثولةً في الانتماء والحسّ الوطني، وبذلوا الدّماء فداءً للبنان، مترفّعين عن الطّائفيّة والمذهبيّة".
ولفت إلى أنّ "لبنان الجامع لكلّ مكوّناته، والوطن النّهائي لكلّ اللّبنانيّين، توالت عليه الأزمات والحروب والانقسامات والتّدخّلات، لكنّه بقي صامدًا كصمود أرزه، عصيًّا على الأعداء والعابثين بأمنه واستقراره وفي طليعتهم العدو الإسرائيلي، وشاهدًا على عبرة راسخة في التّاريخ وهي أنّ وحدة الشعوب وعزيمتها كفيلة بتحقيق الصّمود والثّبات".
وركّز العماد عون على أنّ "ذكرى الاستقلال تحلّ هذا العام، ووطننا يعاني من حرب تدميريّة وهمجيّة يشنّها العدو الإسرائيلي منذ عام ونيّف، راح ضحيّتها آلاف الشّهداء والجرحى، وأسفرت عن تهجير أهلنا من قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع وبيروت. وإذ يمعن العدو يوميًّا في انتهاكاته واعتداءاته، تتكثّف الاتصالات للتّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، يمنح وطننا هدوءًا يمهّد لعودة أهلنا في الجنوب إلى أرضهم، وباقي النّازحين إلى منازلهم".
وأكّد أنّ "الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب، حيث يقدّم العسكريّون التّضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السّيادة الوطنيّة، وهو يعمل بالتّنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان- اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701. كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار"، مبيّنًا أنّ "منذ بدء نزوح أهلنا من الجنوب، بادرت المؤسسة العسكرية إلى التّنسيق مع إدارات الدّولة ومواكبة النّازحين وبخاصّة ذوي العسكريّين، في حين سارعت دول شقيقة وصديقة إلى مدّ يد العون، كما فعل عدد كبير من اللّبنانيّين المحبّين والّداعمين".
و أوضح أنّ "على خطّ مواز، يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللّبنانيّة، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار، لأنّ الوحدة الوطنيّة والسّلم الأهلي على رأس أولويّاته، وهما الخط الأحمر الّذي لن يُسمح لأيٍّ كان بتجاوزه؛ علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤوليّة جامعة ومشتركة لكلّ اللّبنانيّين".
وشدّد العماد عون على أنّ "الافتراءات وحملات التّحريض الّتي يتعرّض لها الجيش، لن تزيده إلّا صلابةً وعزيمةً وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسّسة الّتي تحظى بإجماع محلّي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه، بعيدًا عن أيّ حسابات ضيّقة".
وأشار إلى أنّ "في هذه المحطّة السّنويّة، نستذكر شهداء المؤسّسة العسكريّة على مرّ السّنين، وآخرهم من استشهد في الجنوب لأجل لبنان. بدمائهم سيزهر التّراب مجدًا وعنفوانًا يحيي لبنان من جديد"، مضيفًا: "نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الّذي سيبقى إلى جانبهم، متماسكًا رغم كلّ الظّروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللّبنانيّين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم".
وجزم أنّ "الجيش سيظلّ الملاذ الآمن الّذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسّسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللّبنانيّون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرًا على احتضان طموح شبابه وآمالهم".
أخبار ذات صلة