16-10-2024
لكل مقام مقال
كتب ناجي يونس في اينوما
تساءلت اوساط لبنانية مطلعة ما اذا كان يصح القول في القمة الروحية في بكركي انها كانت استثنائية فعلا؟ او ما اذا لم يكن تصنيف بعض المتابعين لها ب"لزوم ما لا يلزم" يحمل في طياته اجحافا بحقها؟
وقالت الاوساط عينها ل"اينوما" ان العدوان الوحشي الاسرائيلي يستدعي استنفارا لبنانيا عارما لوقفه وانقاذ لبنان من براثن عدو متربص ببلاد الارز والحؤول دون تحويله الى غزة ثانية لا سمح الله.
وفي قراءة لمضمون البيان الصادر عن القمة الروحية وما قد حمله من ايجابيات اشارت الاوساط الى انه وبمجرد انعقاد قمة روحية جامعة في الصرح البطريركي الذي له اعطي مجد لبنان وفي لحظة العدوان الاسرائيلي فان الحدث كان جللا ببعديه الانساني والوطني.
وتوقفت بايجابية عند تمسك القادة الروحيين بالوحدة الوطنية والدستور واتفاق الطائف ووقوف اللبنانيين الى جانب بعضهم البعض واحتضان النازحين ومساعدتهم بكل الوسائل المتاحة.
الا ان للاوساط عينها ملاحظات كثيرة على بيان القمة الروحية التي انعقدت في ظروف استثنائية وكانت تتطلب قرارات استثنائية، ولعل ابرزها:
-المطالبة بتطبيق القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته والطلب من السلطة السياسية اللبنانية نشر الجيش فورا في الجنوب اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام الدولية. والطلب من كافة المقاتلين الانسحاب وتسليم أسلحتهم إلى الجيش اللبناني.
-المطالبة بالعودة الى اتفاق الهدنة وبسط سيادة الدولة وتسليم كل السلاح غير الشرعي على سائر الاراضي اللبنانية.
-وعندها، تصبح مطالبة القمة الروحية مجلس الامن بالمبادرة فورا الى استصدار قرار يفرض وقف اطلاق النار مطلبا مشروعا بعد ان قام لبنان بلعب دوره واثبت نيته وقراره بوقف الحرب التدميرية …
-المطالبة باجتماع مجلس النواب فورا وانتخاب رئيس للجمهورية استكمالا لوجود كافة مؤسساته الدستورية وتأكيدا على سيادة الوطن بحدوده المعترف بها دوليا.
-وضع خارطة طريق لبناء دولة الحق والقانون والمؤسسات والتي ترسخ سيادتها واستقلالها ونظامها الديمقراطي وتؤسس للاستقرار وتحول دون معاودة واقع الدويلة على حساب الدولة وقد سدد لبنان وشعبه فواتير باهظة ولا يزال من جراء معادلة مماثلة اوقعت الواقع اللبناني في ما بعد بعد جهنم وصولا الى الاتون الراهن.
-التمسك بحل القضية الفلسطينية على اساس المبادرة العربية التي اطلقت من بيروت عام 2002 مهم جدا الا انه كان يجب التنويه بوضوح تام بحتمية التزام كل الاطراف اللبنانية بهذا التوجه الجامع بدل الاستمرار في سياسة المحاور والاستقواء بالخارج مهما يكن هذا الخارج..
ختمت الاوساط عينها مؤكدة ان نهج المساومات وتدوير الزوايا كان في طليعة الأسباب التي اوصلت لبنان الى واقعه الراهن ، وبالتالي لم يجد المتابعون مواقف المسؤولين الروحيين ملائمة لحجم التحديات... مستشهدة باحد ابيات المتنبي: على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار