18-03-2024
مقابلات
|
الأخبار
وضعت لجنة إدارة الكوارث في الحكومة، خطةً تحاكي احتمال وقوع حرب واسعة مع العدو الصهيوني بالاستناد إلى سيناريو عدوان تموز 2006 الذي يتضمن حرباً لنحو 45 يوماً ومليون نازح وتقطّع الأوصال، بحسب منسق اللجنة الوطنية لمواجهة مخاطر الكوارث والأزمات، وزير البيئة ناصر ياسين. تطبيق هذه الخطّة يحتاج إلى 150 مليون دولار، ولكن الدول المانحة تتشدّد تجاه لبنان. ففي ظل السيناريو الفعلي، أي نزوح نحو 200 ألف شخص لمدة قد تمتدّ حتى الصيف، نحن بحاجة إلى 75 مليون دولار لا يتوافر منها سوى 17 مليوناً، لذا يعتقد ياسين أن لبنان بحاجة إلى تنشيط الديبلوماسية
أعدّت خطّة لمواجهة تداعيات الحرب تتّكل على القطاع الخاص والأهلي، وبلا تمويل. ما هو تقييمكم للخطة ومسار عملها على أرض الواقع حتى الآن؟
- خطة الطوارئ تحاكي سيناريو وقوع حرب واسعة بالاستناد إلى ما حصل في تموز 2006 كونها تتيح المقارنة المعيارية. والاعتداءات في غزة أعادت إلى الأذهان الصورة ذاتها، وهذا ما فرض أسئلة عن الاستجابة لما يحصل ويمكن أن يحصل. لذا، أعدّت الخطّة بنسختها الأولى، بناء على تصوّر أن عدد النازحين سيصل إلى مليون شخص على مدى 45 يوماً من المعارك والحصار الذي يتضمن إغلاقاً كلّياً للمرافئ والمطارات. وتبيّن لنا وجوب التنسيق مع الوزارات والمجتمع المدني وكل القطاعات القادرة على المؤازرة. هكذا باشرت الدوائر المعنيّة في كلّ وزارة، بتحديد ما لديها من مؤن على شاكلة الغذاء، والوقود، وأدوات تعقيم وغيرها. وحدّدت مناطق على الخرائط تبعاً لمستوى المخاطر بالاستناد إلى ما حصل في 2006: مناطق حمراء (اعتداءات مباشرة)، صفراء (خط دفاع أول لفرق الإغاثة)، وخضراء (بعيدة عن الحرب وأكثر أماناً).
حتى الآن، لا موارد متاحة لدى الحكومة.
نحن بحاجة إلى همّة ديبلوماسية أكبر ففيما تهطل مليارات الدولارات على العدو لم يصرف لبنان سوى 30 مليون دولار
كما فُتح اعتماد آخر بقيمة 6 ملايين دولار، غالبيته بعنوان «تعزيز الجهوزية»، مثل حصول مراكز الدفاع المدني على المال لإصلاح آلياتها. ورغم أنّ مجلس الوزراء لا يرفض فتح اعتمادات خاصة بالجنوب، التربية مثلاً اعتمدت على المانحين. من جهته، مجلس الجنوب لم يحصل على اعتماد إضافي، بل وافق مجلس الوزراء على تعديل قيمة التعويضات التي يدفعها على الشهداء والجرحى والمنازل المتضررة والمدمرة، وأصبحت كأنّها مدولرة بعد أن كانت محتسبة على 1500 ليرة لكل دولار، بمعنى آخر سيدفع 40 ألف دولار عن كلّ وحدة سكنية مدمرة.
إثر عدوان 2006، عُقد مؤتمر ستوكهولم الذي كان هدفه البحث عن تمويل إغاثي للبنان. يومها تردّد أن الدول المانحة رأت وجوب ضخّ الأموال حتى لا يُسمح لحزب الله بكسب تعاطف النازحين. فهل يسعى المانحون إلى محاصرة لبنان؟
- هذه الفرضية دائماً موجودة. لا نناقش معهم مثل هذه المسائل. هم يقولون إنهم غير مستعدين لفتح موضوع منح لبنان تمويلاً جديداً، ولن يرفضوا عادة توزيع المبالغ المرصودة في ميزانيات المنظمات الدولية. هذا الأمر في مدة أوائل النزوح. لكن نحن بحاجة إلى العمل الديبلوماسي. الديبلوماسية اللبنانية شبه غائبة عن المشهد. الآن يقول المجتمع الدولي إنّ النازحين مسؤولية الدولة اللبنانية. يجب تنشيط الديبلوماسية لشرح وجهة نظر لبنان والعبء الذي يقع عليه. هذا ما لا يحدث الآن. هناك تعليمات من دون عمل دائم، ففي حين تهطل المليارات على العدو، لم يصرف لبنان سوى 30 مليون دولار فقط. في المرة الوحيدة التي لوحظ نشاط ديبلوماسي جيّد، كان لشرح جدوى أنفاق في جبيل.
لكن حزب الله، منخرط في عمليات الإيواء والإغاثة؟
- الحزب ضمن بلدياته موجود. يعملون على الأرض حالياً.
ماذا تقدّم أذرع لجنة الطوارئ على الأرض؟
- كل العائلات التي تهجّرت حصلت على مساعدات غذائية. كما حصلت العائلة النازحة على مساعدة مالية قيمتها في كل مرّة 100 دولار. كذلك، وزّعت مساعدات أساسية (فرش، بطانيات، ملابس شتاء، بطارية تعمل على الطاقة الشمسية، وأدوات طبخ أساسية) عبر المفوضية العليا للاجئين، ووزعت اليونيسيف أدوات تنظيف أساسية. هذه المساعدات بمنزلة «تلزيق جرح». فالناس تركوا أشغالهم الرئيسية.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار